============================================================
(الألفاظ المستحدثة في الإسلام) قلنا إن الأسماء التي هي مشتقة من ألفاظ العرب، ولم تعرف قبل ذلك، مثل المسلم والمؤمن والمنافق والكافر، لم تكن العرب تعرفها، لأن الإسلام والإيمان والنفاق والكفر ظهر على عهد النبي صلى الله عليه وآله. وإنما كانت العرب تعرف الكافر كافر نعمة، لا تعرفه من معنى الكفر بالله. قال الشاعر: [الطويل] ولا تحسبني كافرا لك نعمة(1) وقال آخر: [الكامل] والكفر مخبثة لنفس المنعم(2) وكانت تعرف المؤمن من جهة الأمان . قال الشاعر: [البسيط] والمؤمن العائذات الطير تمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد(3) وأما المنافق فإنه لا ذكر له في لغة العرب.
وقد قال الله في "المسلم" (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل و في هذا [الحج: 78]. فقد ذكر الله تعالى أن إبراهيم سماهم "مسلمين"، ويجوز أن يكون سماهم بتلك اللغة باسم كان معناه "الإسلام"، لأن الله عز وجل أانزل الصحف على إبراهيم، فيما ذكر عن العلماء، بالسريانية، وأن إبراهيم كان لسانه السريانية. ورووا أن إسماعيل عليه السلام هو الذي تكلم بالعربية، ولم يوجذ اسم "الإسلام" في كلام العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله، ولا كان الإسلام قبل ظهوره بالنبوة.
قال عدة من العلماء، وأحدهم عبد الله بن مسلم بن قتيبة، واللفظ له: تعلم ااسماعيل العربية من اليمن، من ولد يعرب بن قحطان، وكان يعرب أول من تكلم بالعربية، حين تبلبلت الألسن ببابل. وسار حتى نزل اليمن في ولده ومن اتبعه من أهل بيته(4). ثم نطق بعده عاد بلسانه، وشخص حتى نزل الشحر(5)، ثم جديس، (1) ديوان الأعشى ص 49، وتتمته : علي شهيد شاهد الله فاشهد.
(2) ديوان عنترة بن شداد ص 83، وأوله : نبئت عمروأ غير شاكر نعمتي .
(3) ديوان النابغة الذبياني ص 25.
(4) ابن قتيبة : فضل العرب والتنبيه على علومها ص 59.
(5) في فضل العرب: الحجر
पृष्ठ 152