============================================================
بالشعر، فقال {واستنصروا من بعد ما ظلموا [الشعراء: 227]. فهجن ما تخرصوه من الكذب، وما لفظوا به من الكفر بهجائهم النبي صلى الله عليه، ولم يهجن غيره من الشعراء، ولا أسقط ما فيه من النفع، ولا أبطل ما فيه من الحكمة . فقد أنشده بعض الرواة قوله: [الطويل] فحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم تحيتك القربى(1) وقد يرقع النعل إن دحسوا بالود فادحس بمثله وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل فإن الذي يؤذيك منه سماعه وإن الذي قالوا وراءك لم يقل(2) فقال صلى الله عليه: إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا(3).
و أنشده الجعدي قصيدته حتى بلغ إلى قوله: [الطويل] بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا(4) فقال له النبي صلى الله عليه: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقال: إلى الجنة يا رسول اله. فقال: لا يفضض الله فاك. فعمر مائة سنة، لم يسقط له سن لدعاء رسول اله صلى الله عليه له(5).
فكان عليه السلام في منزلته من الله عز وجل، ومحله من النبوة وفضله على جميع الأنبياء، يستحسن الشعر ويستنشده، ويقول فيه إن من الشعر لحكمة.
ويغضب من قيل الشعر، ويقتل عليه، ويعفو بالشعر عن المخطئين، ويقبل منهم التوبة، ويعطي على قيل الشعر، ويهش لاستماعه(2)، ويأمر بتقريظ(7) الإسلام،ل (1) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : تحيتك الأدنى.
(2) ابن قتيبة : فضل العرب والتنبيه على علومها ص 182، عيون الأخبار 415/1، العمدة1/ 254، التذكرة السعدية ص 211.
(3) سنن ابن ماجة (3755)، سنن الترمذي (2854)، صحيح البخاري (6145) ، ابن قتيبة : فضل العرب والتنبيه على علومها ص 183، عيون الأخبار 415/1، المجتنى لابن دريد ص 11، دلائل الإعجاز ص 13.
(4) ديوان النابغة الجعدي، العقد الفريد 260/5، العمدة 53/1، أمالي المرتضى 268/1، الغيبة للطوسي ص 82، دلائل النبوة للأصفهاني 459/2 .
(5) فضل العرب والتنبيه على علومها ص 186، أمالي المرتضى 268/1، الغيبة للطوسي ص 82 .
(6) هكذا في ه، وفي ب: للاستماع.
(7) هكذا في ه، وفي ب : بتقريض. والتقريظ : المدح، والتقريض : الذم.
पृष्ठ 124