ज़ैतूना व सिन्दियाना
الزيتونة والسنديانة: مدخل إلى حياة وشعر عادل قرشولي مع النص الكامل لديوانه: هكذا تكلم عبد الله
शैलियों
كانت قبلة موت غريب.
2
بهذه النغمة القاتمة - التي تستحضرها القصيدة المكتوبة مع قصائد أخرى في الثمانينيات - ودع الشاعر وطنه. وربما تلفت قلبه، مذ بعدت عنه طلول دمشق، وبدأ الترحال والتجوال من بيروت إلى ميونيخ إلى برلين الغربية لمدة عامين ثقيلين، طاردته فيهما خناجر الجوع والإهانة، ربما تلفت قلبه إلى شجرة الزيتون الشعرية التي كان قد غرسها في تربة وطنه، وتحتم عليه أن يتركها وراءه. (د) ابحث عن وطن في جنة العمال والفلاحين.
هكذا قال الشاعر الواعد لنفسه، وهو يجرب في بيروت حياة اللاجئ الشريد، ويعاني مرارة القلق والشك والجري وراء لقمة العيش، ويرضى بأي عمل مقابل وجبة الغداء أو العشاء. كان عليه أن يقضي سنتين ما بين بيروت وميونيخ وبرلين الغربية، قبل أن يصل إلى ألمانيا الشرقية السابقة للدراسة والإقامة فيها. رفض الحزب الشيوعي اللبناني أن يسانده في منفاه؛ لأنه لم يكن عضوا فيه (ولن يكون عضوا في أي حزب سياسي علني أو سري)، وساعدته الصدفة وحدها على الحصول على تذكرة سفر مخفضة السعر؛ لحضور معرض الكتاب الشهير في مدينة ليبزيج سنة 1959م، والاتصال بصديق أردني يعمل في إذاعة برلين الشرقية، ووضع قدمه في النهاية على أرض أوروبية.
واستقبل الشاعر استقبالا طيبا من اتحاد الكتاب ببرلين، مما شجعه على طلب اللجوء، وحول إلى معسكر لتجميع اللاجئين في «فورستين فالد»؛ للإقامة به عدة أسابيع، ريثما يبحث طلبه الذي لم يلبث أن فوجئ برفضه بعد أن ثبت للسلطات، أنه لم يكن عضوا في الحزب الشيوعي السوري، وبعد رفض ممثل هذا الحزب في برلين الموافقة على أن يضمنه لديها. وقرروا ترحيله إلى سوريا فأصر على الرفض، وهدد بالانتحار، ثم وافقوا على لجوئه إلى برلين الغربية التي يستطيع منها - قبل إقامة السور الشهير وإغلاق الحدود - أن يتصل بصديقه الوحيد الذي سبق ذكره.
كانت أيامه في المنفى مرة وقاسية، وضاعف من مرارتها وقسوتها أنه يجهل اللغة التي يتكلم بها الناس، وإذا نطق ببعض كلماتها المبتورة عرض نفسه للسخرية، فضلا عن رفضه للقيم والأهداف التي يتصارع عليها الناس في غابة المجتمع الرأسمالي الذي وجد نفسه فيه. وانتقل إلى ميونيخ للعمل على «السير» تسع ساعات كل يوم مقابل أجر لا يقيم الأود. وعانى فظاعة الاغتراب والوحشة والبرد في الغرف والأنفاق غير المكيفة، والبرودة والمهانة التي يتجرعها العمال الغرباء كل يوم، لكنه لم يتوقف عن كتابة قصائده التي سجل فيها تجاربه ونشر بعضها، بعد أن أعاد إبداعها وصياغتها الشعرية بعض أصدقائه كما سنرى بعد قليل، في أول ديوان نشره بالألمانية وهو: «مثل حرير من دمشق». ويكفي أن نطالع هذه السطور من قصيدة جدران، التي لم أتوصل أيضا إلى أصلها العربي:
وحيد أنا،
لا عزاء لي هنا في العيون الزرقاء.
لا عزاء،
ظلال النجوم لا تجلب لي النسيان،
अज्ञात पृष्ठ