كان من يناديه الزوجان ويليامز، رجلا يدعى ألفين ومعه بيولا زوجته، وكانا في السبعينيات من العمر، كان الزوج ألفين يعمل راعيا لكنيسة معمدانية تسمى كنيسة بيت لحم الجديدة، وكان قعيدا في كرسي ذي عجلات، وكانت بيولا قد تزوجته منذ خمس وأربعين سنة، وكان زيتون وكاثي يعرفانهما منذ أن بدآ يقطنان نيو أورلينز تقريبا، وعندما كان زيتون وزوجته يعيشان في منزل قريب كانت أخت ويليامز راعي الكنيسة تزور كاثي وتتناول معها بعض الوجبات. ولا تذكر كاثي إطلاقا كيف بدأ ذلك، ولكن تلك الأخت كانت عجوزا، وتحب أسلوب كاثي في الطهي، وهكذا كانت كاثي عندما يحين موعد العشاء تعد لها مكانا على المائدة، واستمرت الحال على ذلك شهورا عديدة، وكان يسعد كاثي، أن تعلم أن شخصا ما كان يكلف نفسه عناء تناول الطعام الذي تعده بنفسها.
ونادى زيتون: «مرحبا!» وانطلق نحو المنزل بقاربه.
وسأله ألفين: «أتظن أنك تستطيع مساعدتنا على الخروج من هنا؟»
كان راعي الكنيسة وبيولا قد صمدا في وجه العاصفة، ولكنهما كانا قد استنفدا الآن مخزونهما من الطعام والماء، ولا يذكر زيتون أنه رآهمها من قبل بمثل هذا الإرهاق.
وقال ألفين: «آن أوان الرحيل.»
وإزاء المطر المنهمر والريح العاصف، كان من المحال إجلاؤهما في القارب، فقال لهما زيتون إنه سوف يأتيهما بمن يساعدهما.
وانطلق في شارع كليبورن، والريح والمطر يحاربانه، حتى وصل إلى المركز الطبي التذكاري حيث كان يعرف بوجود الشرطة ومرابطة جنود الحرس الوطني هناك، ورأى وهو يقترب جنودا في الحارات وفوق السطوح وعلى المنصات وفي الشرفات. كان المكان أشبه بقاعدة حربية محصنة تحصينا شديدا، وعندما اقترب إلى الحد الذي يتيح له مشاهدة وجوه الجنود رفع اثنان منهم مسدسيهما، وأصدرا إليه الأمر صائحين: «لا تقترب أكثر من هذا!»
أبطأ زيتون السير بالقارب، وزادت شدة الريح، كان من المحال المكوث في مكان واحد، كما كان من الصعب سماعهما صوته.
وصرخ زيتون: «أبحث وحسب عن مساعدة.»
وخفض أحد الجنديين مسدسه، وظل الآخر يوجه مسدسه إلى زيتون.
अज्ञात पृष्ठ