كان اللقبان السوريان لزيتون وديوب، ونبرات نطقهما الشرق أوسطية للغة الإنجليزية، والدولارات العشرة الآلاف - نقدا - والنقد والخريطة في حوزة تود، كان كل ذلك أدلة كافية لإقناعهم بأن محنتهم لن تزول بيسر في المستقبل القريب.
وقال تود: «لقد خربت بيوتنا أيها الأصدقاء.»
لم تكن لدى الرجال في القفص خيارات كثيرة، كانوا يستطيعون الوقوف في وسطه، أو الجلوس على الأسفلت في الأرض، أو الاستناد إلى الهيكل الفولاذي، لم يكن أحدهم يريد أن يجلس على الأرض؛ إذ كان الأسفلت قذرا يعلوه التراب والزيت، وإذا تحرك أحدهم في اتجاه السور صاح الحراس بالبذاءات وهددوا بالعقاب.
في الساعات الأولى في القفص، كان الهدف الأول لزيتون أن يسمح له بمكالمة تليفونية، وقدم الرجال هذا الطلب عدة مرات وقيل لهم: إن التليفونات جميعا معطلة.
وبدا لهم أن ذلك هو الواقع، فلم يشاهدوا أحدا يتكلم في تليفونات خلوية أو خطوط أرضية، وترددت شائعة تقول: إن التليفونات الفضائية تعمل، وإن المكتب في الطابق الثاني من محطة الأتوبيس به تليفون وبه خط للفاكس.
وكلما مر بهم حارس توسلوا إليه أن يستعملوا ذلك التليفون أو غيره، وكان رد الفعل في أحسن الأحوال هز الأكتاف وإجابات لبقة.
وقال لهم أحد الحراس: «التليفونات معطلة. أنتم إرهابيون. أنتم من طالبان!»
كان ضوء النهار يخبو؛ إذ استغرق التحقيق ثلاث ساعات، وظل الرجال الأربعة في القفص ثلاث ساعات أخرى. وأعطي لكل منهم صندوق صغير من الورق المقوى طبعت على جانبه الكلمات «ضلوع مشوية من لحم الخنزير». وكانت في داخله شوكة وسكين من البلاستيك، وقطعة من الجبن المطبوخ، وبسكوتتان، وعلبة من عصير البرتقال، وعلبة من الضلوع المشوية من لحم الخنزير ، كانت الوجبة من النوع العسكري، جاهزة للأكل.
وقال زيتون للحارس إنه هو وناصر مسلمان ولا يستطيعان أكل لحم الخنزير.
وهز الحارس كتفيه قائلا: «لا تأكلاه إذن.»
अज्ञात पृष्ठ