ولم يجب الشرطي.
ورفع تود صوته، ودارت عيناه غيظا، فاقترب منه الجنود المحيطون به، وهم يصرخون محذرين مهددين.
وسأل أحد الجنود الذين مروا به: «ما سبب وجودنا هنا؟»
وقال الجندي: «أنتم أيها الرجال من القاعدة!»
وضحك تود ساخرا ولكن زيتون أصابه الذعر. من المحال أنه سمع ما سمع!
لطالما كان زيتون يخشى قدوم هذا اليوم، وفي كل مرة كان رجال الشرطة يستوقفونه بسبب مخالفة مرورية، كان يعرف أنه قد يتعرض للمضايقات، وسوء الفهم، والاشتباه في قيامه بمعاملات مريبة، وهي الأفكار التي قد تونع في مخيلة أي رجل من رجال الشرطة. كان يعرف هو وكاثي أن مخيلات الكثيرين تشطح بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 شطحات لا حد لها، وأن الزعم بوجود «خلايا نائمة» - أي وجود من سوف يصبحون إرهابيين، ويقيمون في الولايات المتحدة ينتظرون الانقضاض أعواما أو عقودا - معناه أن كل شخص في مسجدهم، أو المسجد كله نفسه، ربما كان ينتظر وصول التعليمات من زعماء مفترضين في تلال أفغانستان أو باكستان.
كان القلق يساوره هو وكاثي من نطاق عمل وزارة الأمن الداخلي، واستعدادها للاتصال بأي فرد ولد في الشرق الأوسط أو له صلة بالشرق الأوسط، فلقد تعرض كثير من أصدقائهما المسلمين للاستجواب، وأرغموا على إرسال الوثائق الشخصية وتوكيل المحامين. ولكن حظ زيتون كان حسنا حتى الآن، فلم يتعرض يوما ما لرصد سيرته وأحواله، ولم يتعرض للاشتباه في قيامه بأي شيء، من جانب أي شخص يتمتع بسلطة حقيقية. كان أحيانا ما يتعرض للنظر إليه شزرا بطبيعة الحال، وألوان السخرية من الذين يسمعون لهجته في نطق الإنجليزية. وهكذا قال في نفسه ربما كان هذا مجرد جندي واحد، جاهل أو قاس، يريد إثارة المتاعب. وقرر زيتون تجاهل ما قاله الجندي.
ومع ذلك فقد استيقظت حواس زيتون، فأخذ يفحص الغرفة بعينيه باحثا عن دلائل أخرى، كان لا يزال يخضع مع الثلاثة الآخرين لمراقبة العشرات من الجنود ورجال الشرطة، كان يشعر كأنه حيوان غريب، قنيصة صياد!
وبعد لحظات مر جندي آخر، نظر إلى زيتون، وغمغم قائلا: «طالبان!»
وعلى الرغم من رغبته الشديدة في تجاهل هذين التعليقين، فإنه لم يستطع ذلك، فقد تأكد له الآن وجود سوء تفاهم خطير، وأن فك خيوطه وإثبات خطئه سوف يستغرقان أياما كثيرة. كان تود يصيح ويصخب، ولكن زيتون كان يعرف أن ذلك لن يأتي بخير، وأما مسألة براءتهم أو إدانتهم فلن يبت فيها في هذه الغرفة، ولا في أي وقت قريب.
अज्ञात पृष्ठ