وأجلس الرجال الأربعة على مقاعد من النوع الذي يطوي بالقرب من شباك تذاكر شركة أتوبيس المدن، ومع كل دقيقة تمضي كان كل من في محطة الأتوبيس يزداد اهتماما، فيما يبدو، بزيتون وناصر وتود وروني.
وحولهم في كل مكان كان رجال يرتدون الزي الرسمي من شرطة نيو أورلينز، وجنود الحرس الوطني، وحراس السجن الذين ألصقت شارات تحمل عبارة مصلحة سجون لويزيانا على أزيائهم، وأحصى زيتون ما يقرب من ثمانين فردا، وما لا يقل عن اثتني عشرة بندقية هجومية من مساحة نصف قطرها ثلاثون قدما. وكان شرطيان يحرسان المكان ومعهما كلبان، وكان كل منهما يقبض بإحكام على المقود.
ورفع تود من مقعده وسيق إلى مكان شباك تذاكر القطارات على الجدار. وأحاط شرطيان به من الجانبين، وبدأ شرطي ثالث من الناحية الأخرى من شباك التذاكر يستجوبه. وظل الرجال الثلاثة الآخرون جالسين، ولم يستطع زيتون أن يستمع إلى الاستجواب.
كان الجنود والحراس القريبون منهم متوترين. وعندما تململ ناصر في مقعده سمع عبارات التقريع من فوره: «اجلس ساكنا. عد إلى وضعك الأول.»
وقاوم ناصر أول الأمر.
قالوا: «لا تتحرك! ضع يديك حيث أراهما.»
وتفحص زيتون ما يحيط به، كانت المحطة لا تزال كما هي من عدة زوايا جوهرية؛ فكان حانوت محطة المترو لا يزال قائما، وشتى أماكن قطع التذاكر، وكشك الاستعلامات، ولكن المحطة لم يكن بها مسافرون، لم يكن بها سوى رجال ونساء مسلحين، مئات من صناديق زجاجات الماء، وغيرها من المؤن مكدسة في الأبهاء، إلى جانب زيتون وزملائه السجناء.
كان تود يجادل الذين يحققون معه، كانت تصل إلى مسامع زيتون شذرات عالية من الجدل أثناء استمرار الاستجواب عند شباك التذاكر. كان تود دائم الحماسة في الأيام العادية؛ ولذلك لم يدهش زيتون حين بلغت إثارته ذروة جديدة أثناء التحقيق.
سأل تود: «هل تتاح لنا فرصة مكالمة تليفونية؟»
وقال الشرطي: «لا.» «لا بد أن تتيحوا لنا مكالمة تليفونية.»
अज्ञात पृष्ठ