ولما مضى شهران على موت أبى المظفر مات منصور بن قراتگين فى نيشاپور، وأعطى الأمير حميد قيادة جيوش خراسان إلى أبى على الصاغانى، وأرسل إليه العهد واللواء وأعطاه جميع ما دون النهر 138، وأعطى صغانيان وترمذ إلى ابنه منصور نصر ابن أحمد، وقدم أبو على إلى نيشاپور فى ذى الحجة سنة أربعين وثلاثمائة وفى سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة نظم كل أعمال خراسان. وفى سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ذهب إلى الرى، وحاصر المدينة على حسن بن بويه، وأرسل وشمگير بن زيار المدد إلى حسن بن بويه فلم يستطع أن يفعل شيئا مطلقا، وفى هذا الوقت هلكت دوابه فى الرى ولم يبق منها إلا القليل، فتوسط الناس بينهم، واصطلحوا على أن يعطى الحسن بن بويه مائتى ألف دينار كل عام ويرجع أبو على، وأرسل حسن بن بويه إلى أبى على رهينة لهذا المال عباس بن داود، ورجع أبو على إلى نيشاپور ودب الشك فى الأمير حميد خوفا من أن يكون أبو على قد تواطأ مع أبى الحسن بن بويه، فأرسل أبو على رسلا وشرح أمره فلم يمح هذا الغضب من قلب الأمير حميد، ثم أرسل أبو على المشايخ والعدول وأعيان نيشاپور إلى بخارى حتى يوضحوا عذره ويشرحوه وأنه برى ء مما يظنه الأمير حميد، وعند ما وصل ثقات نيشاپور إلى بخارى مرض الأمير حميد وازدادت العلة عليه ومات بسبب هذا المرض فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
الرشيد أبو الفوارس عبد الملك بن نوح
وكان لنوح بن نصر أربعة أبناء هم: عبد الملك وأحمد ونصر وعبد العزيز، وقد بايعهم بالترتيب، وكان الأكبر هو عبد الملك، وتولى الحكم فى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، ونصب أبو منصور محمد بن عزيز وزيرا له، وأعطى لأبى سعيد بكر بن مالك قيادة الجيش. وقدم إلى نيشاپور فى شعبان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، واستن سننا طيبة، وعدل، ثم جاء الخبر بأن الخليفة المطيع أعطى خراسان إلى أبى على الصاغانى، فاغتم بكر بن مالك لهذا الخبر، وخرج مع الحشم، ونزل فى قرية آزادوار من أعمال گويان.
पृष्ठ 222