मेरे पति थरवत आबाज़ा

अफफ अज़ीज़ अबाज़ा d. 1438 AH
33

मेरे पति थरवत आबाज़ा

زوجي ثروت أباظة

शैलियों

وقد قامت صداقة وطيدة بينه وبين «فرج بك الدري» الأمين العام لمجلس الشورى، وكان أساس هذه الصداقة هو الإعجاب المتبادل، والحب المتبادل، وكان الاتصال التليفوني بينهما يوميا على مدى السنوات الطويلة التي قضاها ثروت في المجلس. وفي مرضه الأخير أحاطه المجلس ورئيسه والأمين العام بكل رعاية، وقدما له - وبطيب خاطر - كل ما احتاجه مرضه الطويل من تسهيلات، ومن تكاليف يعلم الله أنها باهظة، ولو لم يتحمل مجلس الشورى كل هذه الأعباء الرهيبة لما استطاع هو أن يتحملها ماديا، ولكن الله شاء أن يظل إلى آخر لحظة في حياته عزيزا مستورا.

وكان «ماجد بك عمارة» هو المشرف على مكتب وكيل مجلس الشورى، وهو في درجة وكيل أول وزارة، وكان يعتبر «ثروت» أخا كبيرا له ، وكان يسهل كل الأمور حتى إنني كنت أسميه بصانع المعجزات، وكان متدينا ومخلصا لعمله، وبعد وفاته حل محله «مصطفى بك عمر» وهو وكيل وزارة أيضا وقد تفانى في عمله، واعتبر «ثروت» والدا له وتعامل معه بضميره وقلبه وبكل إخلاص وحب، وكان «محمد بك عبد الحليم» وهو وكيل وزارة أيضا من أعضاء المكتب، وقد مد له «ثروت» مدة الخدمة بعد المعاش أكثر من مرة لأنه كفاءة وجدير بذلك. وأما الأستاذ «طارق حمودة» فقد كان سكرتيرا خاصا له، وثقته بطارق كانت بلا حدود واستشف فيه الذكاء وعامله كابن له أيضا.

أما السيدات فكن السيدة «زينب الجرف» وهي وكيلة وزارة أيضا، والسيدة «سهير مشهور» والسيدة «عزة محيي» والسيدة «نجلاء عبد الحميد» والآنسة «هايدي عوض» والسيدة «عزة أباظة» وكان مكتب ثروت تسوده روح العائلة ويملؤه التفاهم والوئام، وهكذا كان شأن ثروت؛ يشع الحب والأمان في كل مكان يحل فيه.

وإذا تكلمت عن صداقته بالدكتور العملاق «عبد العزيز الشريف» فهي صداقة بدأت من أواخر الستينيات وفي أول زيارة للعيادة بدأ الدكتور يتكلم في مواضيع بسيطة، محاولا أن يهدئ مريضه حتى يشعر بتحسن قبل أن يبدأ الكشف، وهذه ميزة ميزت الدكتور العظيم «عبد العزيز الشريف»، ثم يبدأ الكشف بكل دقة وأمانة، ثم يشخص المرض بالعلم والمنطق.

وكان من مميزاته أيضا أنه شديد الإيمان بالله ولا يبخل بوقته، ويشعر المريض أنه إنسان وليس «حالة» ويسأله عن تفاصيل التفاصيل حتى يلم بالحالة الصحية والحالة العامة، أما السيدة الفاضلة زوجته فهي ابنة خاله، وقفت معه وساندته حتى تخرج وسافر إلى لندن؛ ليحصل على الدكتوراه، وظلت إلى جانبه حتى أصبح أعظم طبيب في مصر.

وأما الدكتور «أحمد عبد العزيز إسماعيل» فهو زوج شقيقته الصغرى «كوثر» فكانت تربطه به صداقة من نوع خاص؛ فكان كل منهما يحب الآخر ويقدره ويعجب به، ولكنهما كانا دائمي النقاش، فالدكتور أحمد يكتب في الأهرام مقالات طبية عظيمة، يطرح المشاكل ويطرح في نفس الوقت الحلول، وكان «ثروت» يقول له مازحا: «مالك ومال الكتابة أنت طبيب عظيم ومشهور؛ فاترك لنا الكتابة.» ولكن الدكتور «أحمد» لا يقتنع ويستمر في كتاباته.

وكان بين زوجي وبين الكاتب الكبير «عبد الرحمن الشرقاوي» صداقة من نوع خاص، فهما مختلفان في الآراء السياسية بدرجة كبيرة، ولكن يجمعهما الأدب والشعر وتعمقهما في بحور اللغة العربية، وكان يدور بينهما دائما نقاش حاد تعلو فيه الأصوات، وتعلو حتى يصبح النقاش نارا حارقة، ولا يتنازل أحدهما عن رأيه، وبعد قليل تعود الصداقة كما كانت والنار تصبح بردا وسلاما.

وكان ل «أمين يوسف غراب» مكانة خاصة في قلب ثروت، وكان يزورنا كثيرا ويحضر معه دائما «شوكولاته» معينة لأولادي وكانوا يحبونها، وكانوا ينتظرون زيارته بفارغ الصبر، حتى إنه عندما زار أمينة في المستشفى وكان الجراح الشهير حينذاك الدكتور «مصطفى الشربيني» يستأصل لها الزائدة؛ حينما رأته - ولم تكن قد أفاقت من التخدير بعد - قالت له أين «الشوكولاته»؟ وعلى رغم نظرات أبيها لها فإنها قد أعادت السؤال مرات متكررة، وعلى رغم أن عمرها لم يكن يتجاوز السابعة إلا أننا آخذناها على إصرارها في طلب «الشوكولاته» من أمين غراب.

ودامت علاقتهما طويلا حتى وفاة «أمين غراب»، والواقع أن «أمين غراب» هو الذي عرف الدكتور طه حسين بثروت.

ومن معارفه المقربين أيضا الدكتور «إبراهيم ناجي» الطبيب الشاعر، وكان عضوا في جماعة أدباء العروبة التي كان يرعاها «دسوقي باشا أباظة»، وكان الدكتور ناجي يرى الطالع بالأرقام، ورآه لثروت وهو لا يزال طالبا في الجامعة وقال له: إن اسمك سيجوب الآفاق وليس آفاق مصر وحدها ولكن ستتعدى حدودها، وستكون شهرتك واسعة وأنت في سن الشباب.

अज्ञात पृष्ठ