أنت لا تريدين زوجك، (تهتز مسز كريج قليلا ثم تقف جامدة برهة من الزمن ثم تتقدم نحو مطلع الدرج مبطئة كي تتطلع إلى أعلى، وهي ما تزال تحدق في عيني أوستن)
لولا أنه لا غنى لك عنه للإنفاق، ولو عرفت كيف تدبرين ذلك الأمر بدونه لكانت مكانته هنا أقل ثبوتا من مكانة إحدى هذه الوسادات (مشيرة إلى الوسادات فوق المقعد على يمين السلم) .
مسز كريج (تتقدم مرة أخرى) :
لا بد أن أقول ما أجمل هذا الكلام توجهينه إلي يا مس أوستن.
مس أوستن :
هو الحق، سواء كنت تحبين أن تسمعيه أم لا تحبين. إنما تريدين بيتك فحسب يا هاريت، وذلك كل ما تريدين، ولن تنالي في نهاية الأمر غير ذلك ما لم تعدلي سلوكك. إن من يعيشون لأنفسهم يا هاريت يتركهم الناس عادة لأنفسهم؛ لأن الآخرين لن يطيقوا البؤس إلى ما لا نهاية من أجل تقديسك المضحك لأثاث بيتك.
مسز كريج :
يظهر أنك تحملت هذا البؤس بكثير من الشجاعة.
مس أوستن :
تحملته من أجل والتر؛ لأني أعرف أنه يريدني هنا. ولم أرد أن أعقد الأمور، ولكني كنت في الواقع معتزلة في غرفتي العليا مذ قدمنا إلى هنا؛ وذلك حتى أتجنب خدش ذلك الدرج المقدس، وحتى لا أترك أثر قدمي على هذا السجاد المقدس. ولم أتعود هذا السخف، إنما اعتدت أن «أعيش» في الحجرات (يهبط مستر كريج صامتا من الدرج ويقف عند عتبة الباب، ويتطلع مرة إلى هذه ومرة إلى تلك مستفسرا. وتلمحه مسز كريج بزاوية عينيها، وتسير قدما نحو المرآة على اليمين)،
अज्ञात पृष्ठ