सीसा की पत्नी का पति और उसकी सुंदर बेटी
زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة
शैलियों
فقلت لها وتخنقك العبرات: هناك فرق دقيق جدا بين الحرية والعبودية، فالمسألة مسألة فهم ووعي، الحرية في العقل، العقل يا أمي!
قالت بنفس برودها: أعلمك جعفر هذه الحكمة؟ فعندما تركتك ليس بإمكانك فعل شيء سوى الصراخ وكثرة التبول!
أشعلت سيجارة، أطفأتها، تذكرت جعفرا، مثل هرة منعمة أمك، حادة الطبع ربما تعاني بطريقة أو بأخرى من مرض عقلي، ثرية، لا تهتم بشيء سوى نفسها، ونفسها فقط، وأنت ابن غير شرعي، ابن حرام، كما قال لك رجل صعلوك تشاجرت معه في خمارة في أيام المراهقة، المهم سفاحا أنجبتك من صلب رجل ربما التقيت أنت به في زمان ما أو في مكان ما، ولا ذنب لك في ذلك، ليست أمك هي المسئولة ولا حتى والدك، وأنت تختلق لهما الأعذار كعادتك، ولا تحب الخوض في هذا الشأن لأنه شأنهما وليس شأنك، فأنت وجدت بطريقة ما في هذا الكون، تحمل على كتفك مسئولية أن تحيا، وفلسفة أن تكون، ولا يهم بالنسبة لهذا الكون الكبير أن تكون ابنا شرعيا أو غير شرعي، قال لك جعفر، جعفر مختار: أنت تكره التحدث عن علاقة ميلادك، فأنت رجل حزين ومصدر حزنك عقلك، وما عليك إلا أن تعري نفسك أمام أفكارك، لتكون أكثر حرية وتجاوزا للأشياء، هذه الأشياء الصغيرة جدا والتافهة. لم تصدق نعمة زوجتك وابنة خالتك أن أحدهم ينتظرك وتحدثك قائلة: هذا الشهر كله دعنا نبحث عنه، فإذا لم نجده يجب عليك أن تعترف بسوء عقلك، ولا تقل لي مرة أخرى شيئا من هذا القبيل.
أحدهم ينتظرني، أحدهم يفعلني، أحدهم، أحدهم، أو تجري في الشوارع تبحث عن شبح لا وجود له في الواقع، سنمشي في كل الشوارع نبحث عنه. قلت لها: ربما يجيء بعد أن نغادر الشارع.
قالت: سنؤجر من يأتي خلفنا يبحث عنه حتى إذا جاء بعدنا وجده.
قلت: إذا جاء بعد هذا الأخير أيضا؟
قالت: سنستأجر من يأتي بعد الاثنين، إذا ماذا تقول؟
قلت: هب أنه وجده فكيف يعرف أن هذا الشيء هو الذي ينتظرني، الذي ينتظرني أنا بالذات؟ لأن من ينتظرني ربما كان شيئا مفاجئا، يوجد حيث لا يتوقع، وربما يوجد الآن بيننا، ربما يجلس خلف المنزل معطيا ظهره للحائط وهو يتبرز، أو يزرع بعض الفجل، ربما يقف الآن تحت الشمس يتقاطر من جبينه العرق في موقف الأتوبيس يتوقع قدومي بعد كل لحظة، وعندما أتأخر عن المجيء يلعنني في سره، أو يغني لحنا أجنبيا! ربما أكل الآن ما في جيبه من تسالي وآخر الأغاني الرخيصة التي بجعبته، وملت شفتاه الصفير، وأصبح فارغا كوجه رجل مغيب عن حقيقة الصراع اليومي والعلاقات أحيانا، كنت تظن أنه ينتظرك من أجل نفسه، لتجدد فيه قدمه وذكرياته، أيامه المخبأة خلف غيمة من الوهم، يريدك أن تؤسس له حياة جديدة مستقبلا حقيقيا بوعي حاضر، أو غير ما تعتقد! ربما كان نبيا مليئا بالأشياء الجميلة يحمل إليك بشارة وجودك، يجدد قدمك، يحررك أكثر ويزكيك أمام الريح، يصقل تجاربك، إنه على كل في انتظارك، قد يكون بعيدا جدا، بعيدا في آخر شبر من الكون، جالسا على كرسي يحتسي قهوة المساء، وحواليه بنيات حسان يعزفن القيثارة ويغنين له عنك وعن الحرب وابنتك الجميلة منى، تذكرت جعفرا، جعفر مختار، أشعلت سيجارة، أطفأتها، تمنيت لو كانت مليكة شول قربك الآن تضع الإفطار لابنيكما، وهي تغني ما لم تسمعه من أغنيات أهلها، في غابات المانجو والباباي، كنت ستسألها: لماذا لم أتمكن من الانفكاك منك، من شوقي إليك؟ وتخيلت ابتسامتها البسيطة المتواضعة العميقة، التي تظهر بياض أسنانها وورد شفتيها، وكيف أنها ستمتلئ بالنشوة النسوانية المثيرة، سألت رجلين جاءا من الحي وطلبا منك أن تقوم باستلام ما تركه الرجل العجوز؛ لأنك وريثه الوحيد.
من أين جاء هذا الرجل العجوز؟ ومن قال لكم إنه أبي؟ وكيف يوصي لي بممتلكاته وهو لم يرني في حياته؟
لكنك عندما أخذت تنقب حاجياته القديمة وجدت جواز سفر وبطاقة عسكرية بها اسم ربما شابه اسما قالت لك أمك يوما: إنه اسم أبيك، سكرت، حاولت أن تنام، تذكرت جعفرا، جعفر مختار.
अज्ञात पृष्ठ