दर्शन और विज्ञान में समय
الزمان في الفلسفة والعلم
शैलियों
وبطبيعة الحال، جرى بيرجسون على النهج اللاعقلاني في الفصل الحاد بين الزمان والمكان، عارض بشدة زمان الفيزياء المشتت في المكان والقابل للانقسام والقياس بواسطة مواضع مكانية كحركة الأجرام، وهاجم ما أسماه بالأثر المدمر للفيزياء، والمتمثل في المعالجة الكانطية الواحدة للزمان والمكان معا. إن الديمومة - أو الزمان البيرجسوني - واللاعقلاني عموما، ليس تصورا من التصورات العلمية المنطقية كالمكان، وكل دراسة له من هذه الناحية تشويه تام لطبيعته «الطابع العضوي الجوهري للزمان هو الذي يميزه تمام التمييز عن المكان المتحجر الخالي من الاتجاه، الذي تصلح إليه نقطة فيه أن تقوم مقام أية نقطة أخرى، مما نعبر عنه بقولنا إن المكان تجانس مطلق، إنه تصور أي فكرة منطقية متحجرة، تثبتها اللغة في قالب لا ينمو ولا يتطور.»
17
المكان المتحجر الذي يقوم بتقطيع الواقع الحي غير القابل للانقسام، يشبه تماما ذلك الزمن الذي ينسبه العلم إلى أشياء مادية، الزمان العقلاني العلمي تماما، كالمكان: تجانس مطلق، تصور منطقي متحجر، قالب ثابت لا يتطور ولا ينمو، آلي عديم الحياة.
أما الزمان الحقيقي - الديمومة - التي هي تيار الوعي اللامكاني، فإنها تعارض تماما هذا الزمان الثابت المتجانس. إنها تماثل عملا داخليا للنضج والخلق، فتدوم حسب جوهرها، وتفرض معدلها في السرعة على الحركة الأولى؛ أي: حركة الزمان الطبيعي العلمي.
هكذا، بعد كل هذا الصول والجول والهيل، نعود من حيث بدأنا، من محور الاتجاه اللاعقلاني القائل إن الزمان الطبيعي الخارجي الموضوعي زائف، والزمان النفسي الداخلي الذاتي هو الحقيقة، وزاد بيرجسون بأن جعله نسيج الوعي ونسيج الحياة ونسيج الواقع. •••
وتبقى الفلسفة الوجودية، التي تميزت بأنها «تفسر مشكلة الزمان على أنها مشكلة المصير الإنساني.»
18
وفلاسفة الوجودية كثيرون، معظمهم عني بإشكالية الزمان عناية بالغة، وطرح رؤاه بشأنها من ذلك المنظور.
ومن أخصب هذه الرؤى، وأشدها وجودية أو تعبيرا عن فعالية الفلسفة الوجودية، إنما هي رؤية اللاهوتي الوجودي والفيلسوف البروتستانتي الكبير باول تيليش
(1886-1965)، وهو ألماني، ولكن مع الغزو النازي هاجر عام 1933م إلى أمريكا، واستقر بها ليكون أكثر الوجوديين جميعا انتشارا وتأثيرا في العالم المتحدث بالإنجليزية.
अज्ञात पृष्ठ