समुद्र की ज्वार-भाटा की घटना
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
शैलियों
وقد سجل لنا الجغرافيون العرب الكثير من مشاهداتهم وأرصادهم لظاهرة المد والجزر، وذلك سواء في البحار أو الأنهار. وقد حاولوا أن يقدموا لنا كل ما استطاعوا من معلومات أو قصص أو آراء حول أرصادهم تلك.
في الواقع لا يكاد يظهر أثر المد والجزر في الأنهار، والسبب في ذلك أنها صغيرة وتتحرك، وبالتالي لا يظهر فيها أثر الجاذبية كما هو الحال في البحار والمحيطات.
1
فالبحر يشبه بركة كبيرة وعميقة يرتفع فيها الماء ويهبط مع المد المحيطي، ويعتبر النهر بمثابة قناة تؤدي إليه. ويولد الارتفاع والهبوط الإيقاعيان للبحر أمواجا تنتقل إلى أعلى النهر، أيا كان سبب تذبذب البحر. تبعا لذلك، تعود موجة المد في النهر بأصلها مباشرة إلى المد في البحر، والتي تنتج في حد ذاتها عن عوامل تشكل المد والجزر بسبب جاذبية الشمس والقمر. وتتقدم تلك الأمواج الطويلة في المياه الضحلة بسرعة تعتمد فقط على عمق الماء، وتعتبر تلك الأمواج طويلة عندما يكون طولها ضعف عمق الماء على الأقل.
2
سنحاول في هذا الفصل إجراء مسح شامل لكل ما وصلنا من أعمال الجغرافيين والمؤرخين العرب (المخطوط منها والمطبوع)، وتوثيق أماكن أرصادهم للمد والجزر سواء في البحار أو الأنهار.
لكننا وجدنا أن نلقي في البداية نظرة سريعة على تعريف البحار عند العرب، وما هي التسميات الحديثة لأسماء البحار والمحيطات التي كانت شائعة ومنتشرة في كتب التراث العلمي العربي. (1) المبحث الأول: تعريف البحار
قدم لنا الحسن بن البهلول (القرن 4ه/10م) تعريفا مبسطا للبحار، منوها إلى الدورة الهيدرولوجية التي تنشأ بين البحار والأمطار والأنهار.
قال ابن البهلول: «إن البحار، إنما هي مواضع عميقة في الأرض. ومن شأن الماء طلب العمق، فتنصب المياه من الأنهار والأودية والسيول، فتستنقع فيه. فما كان من ذلك عذبا؛ فإنه يصير فوق لخفة العذب. وما كان مرا أو مالحا، صار إلى أسفل لثقله. فإذا مرت عليه الشمس، رفعت العذب لخفته. فما كان من ذلك لطيفا جدا، صار هواء. وما كان دون ذلك في اللطافة، صار ندى ومطرا. وإنما لا تستبين الزيادة في البحر، مع كثرة ما يجري فيه من الأنهار والأودية، لسعته. وإنها لا تبقى، بل ترفع الشمس منها لطيفها، فيصير منه الندى والأمطار. ولا تنقص أيضا؛ لأن الذي يرتفع منها، يعود إليها في الأودية والأنهار. وربما نقصت البحار في طول الزمان. وربما زاد بعضها. ولا يستبين ذلك في قدر عمر إنسان، ولا إنسانين.»
3
अज्ञात पृष्ठ