[زغل العلم - الذهبي] الكتاب: زغل العلم. المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. مكتبة الصحوة الإسلامية. تحقيق: محمد بن ناصر العجمي. (مفهرس وموافق للمطبوع) قام بإعداده للشاملة وفهرسته ومراجعته مع المطبوع العبد الفقير إلى الله: أبو محمد الجعلى.

1 / 1

بسم الله الرحمن الرحيم - تصدير - الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبية الأمين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين. أما بعد: فهذا الكتاب الذي بن يديك هو باكورة (سلسله جواهر من التراث) التى أشرف عليها بالاشتراك مع أخي في الله / أبى عبد الرحمن محمد بن ناصرالعجمي، ونرجوا الله تعالى أن يباركها وان يعيننا على المضي فيها قدما. وهذه السلسلة تعني بنشر الكتب والرسائل التراثية محققة ومخدومة اعتمادا على أصولها الخطية، وهي بذلك ستسهم - ولو بصورة ضعيفة - ان شاء الله في خدمة تراث أمتنا المجيدة، ذلك التراث الذي لا يمكن لأمة الاسلام أن تنهض إلا بالاعتماد عليه والتمسك بما فيه، والذي أصبح - مع الأسف - يعاني من عبث العابثين، ومن النشرات التجارية المشوهة، التى لا يقصد من ورائها إلا الربح والكسب. وهذه الرسالة الأولى التى تصدر عن هذه السلسلة وهي

1 / 5

رسالة (زغل العلم) للامام الكبير والحافظ / أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ﵀ وستعقبها بعون الله - رسائل وكتب أخرى. وفي الختام نسأل الله التوفيق والرشاد، وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله منا إنه هو السميع العليم. كتبه جاسم بن سليمان الفهيد الدوسري تحريرا في التاسع من رمضان المبارك سنة ١٤٠٤ هـ

1 / 6

المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: فأقدم للقارىء الكريم، تحفة من تحف سلف هذه الأمة العظيمة، وهي رسالة (زغل العلم)، للحافظ مؤرخ الاسلام الذهبي، رحمه الله تعالى، وقد تناول في هذه الرسالة العلوم المعروفة، وبين رأيه فيها وأحوال المهتمين بها في زمانه، كعلم القراءات والتجويد، وعلم الحديث، وتكلم عن فقهاء المذاهب الأربعة في عصره، وعن النحو واللغة، الى آخر ما ذكر من تلك العلوم، وأن حالهم تلك مخالفة لسلوك الرعيل الأول من الصحابة والتابعين والأئمة الأوائل ﵏، وشدد النكير على المقلدة والجهلة الجامدين على التقليد الأعمى، بلا برهان ولا دليل من كتاب وسنة، حتى أصبحوا حجر عثرة أمام أهل العلم وطلابه، وذكر كذلك الذين اتخذوا العلم وسيلة وغرضا لتحصيل ملذات الدنيا وحطامها الفاني، علماء السوء الذين قصدهم من العلم التنعم بالدنيا والتوصل الى الجاه والمنزلة عند أهلها، وقد حذر النبي ﷺ من ذلك أيما تحذير، فقال ﷺ: (من طلب العلم ليجاري به العلماء، ويماري به السفهاء،

1 / 7

ويصرف به وجوه الناس اليه أدخله الله النار) (أ) . وقد وصف الله علماء السوء بأكل الدنيا بالعلم، ووصف علماء الآخرة بالخشوع والزهد، فقال ﷿ في علماء الدنيا: [وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننة للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون] (آل عمران: ١٨٧)، وقال تعالى في علماء الآخرة: [وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب] (آل عمران: ١٩٩) . وأوضح المصنف ﵀ أن العلم إذا لم يكن للعمل فلا فائدة منه، بل هو وبال على صاحبه وخزي وحسرة وندامة، وبين طريقة السلف في طلبهم العلم وتحصيله، وأنهم شدوا الرحال في سبيل ذلك. فرحم الله الإمام الذهبي فقد أجاد في هذه الرسالة وأفاد. وإذا كان هذا الامام يشكو من علماء عصره ويتأوه من حالهم، فما نقول نحن عن زماننا هذا وعلمائه؟! وقد غطى حب المادة والعلو والرفعة عندهم، وأصبح جل همهم - إن لم يكن كله - الشهادات العليا زعموا! والتبجح بتلك الألقاب التي أصبحت ديدن أبناء عصرنا إلا من رحم الله. _________ (أ) حديث حسن، أخرجه الترمذي (٢٦٥٤)، والطبراني في (الكبير، ١٠٠١٩) وغيرهما، وانظر بقية تخريجه فى التعليق على (فضل علم السلف) لابن رجب (صـ ٥٩ دار الأرقم بالكويت) .

1 / 8