युतुबिया: बहुत छोटा परिचय
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
إلا إنه يستمر في الدفع بأن اليوتوبيا جانب جوهري من بشرية الإنسان، فيقول:
أن تقارن الحياة «بوضعها الراهن» بحياة «مثالية» (أي حياة «يتخيل» أنها مختلفة من الحياة «الحالية»، لا سيما حياة أفضل؛ ومن ثم تكون «مفضلة» عن الحياة الحالية) هي سمة مميزة وأساسية للبشر.
إلا أنه لا يحب يوتوبيات ما بعد الحداثة، التي يرى أنها يغلب عليها الطابع الخاص والاستهلاكي والفردي والوحدوي، فيقول:
كل يوتوبيا مصممة خصيصى بما يخدم مصلحة الفرد، وبما يحقق استمتاعا فرديا بالكامل، حتى وإن كان هذا الفرد برفقة جماعة.
كما يعلن أنه لم يعد مطمئنا لليوتوبيا التي كان يؤيدها من قبل، فيقول إنه في الحداثة:
في مدينة العقل، لم تكن هناك طرق متشابكة، ولا مسالك مسدودة، ولا مواقع لم تجد من يعتني بها متروكة للصدفة؛ ومن ثم لا عابرو سبيل أو متشردون أو هائمون.
انتهى باومان، الذي بدأ مؤيدا قويا لنوع معين من اليوتوبيا، إلى إنكار تلك اليوتوبيا واليوتوبيات التي يجدها حاليا من حوله، لكنه لا يزال يرى اليوتوبية جوهرية للوجود الإنساني، لبشرية الإنسان. وهذا أساسي بالنسبة للحجة المؤيدة لليوتوبيا. ربما لا تروق لك أنواع بأسرها من اليوتوبيات، لكنه لا يزال من الضروري أن نستمر في الإيمان بإمكانية إقامة مجتمع أفضل حالا. (3) العولمة
الجدل بين مؤيدي العولمة ومناهضيها هو جدل بين يوتوبيتين؛ أي رؤيتين عما ينبغي أن يكون عليه العالم في المستقبل وكيفية الوصول إليه. ثمة عدد من اليوتوبيات، أو الديستوبيات - كما يفضل البعض أن يطلق عليها - العالمية، وأشهرها اليوتوبيا التي تربط العالم اقتصاديا من خلال التجارة الحرة والسوق الحرة. ويؤيد الرأسماليون والقوى العالمية الكبرى هذه اليوتوبيا، إلا عندما تؤثر عليهم بالطبع بالسلب، وعندها يفضلون الحماية الجمركية والرقابة. على سبيل المثال، تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية بقوة التجارة الحرة في الوقت الذي تفرض فيه رسوما لحماية صناعاتها، وتقدم الدعم المالي لمزارعيها، وفي الوقت نفسه تعارض بعنف دعم الاتحاد الأوروبي لمزارعيه؛ فالسوق الحرة آلية عظيمة ما دام أن الوطن فقط هو الذي يستفيد منها. وتتمثل اليوتوبيا في الاعتقاد بأن الأسواق الحرة والتجارة الحرة تأتي بنتائج إيجابية دون سواها. وهذا يغفل - كما يعي جميعنا اليوم - أن الأسواق تنكمش كما تزدهر. أما في اليوتوبيا، فالجميع مستفيد. سيستفيد الجميع اقتصاديا من العولمة التي ستساعد على نشر الديمقراطية بفتح الأسواق أو تحريرها ودمج الأسواق عالميا.
تنشأ اليوتوبيا العالمية الثانية من الحركة المناهضة للعولمة، وهي لا تعتبر يوتوبيا عالمية كسابقتها؛ لأنه خرج من رحمها المئات، وربما الآلاف، من الجماعات ذات الأجندات المختلفة جدا التي تشكل تلك الحركة. في جوهرها، هي ذات توجه إنساني أو معنية برفاهية الإنسان، رغم أن هذا الوصف - مع تضمنه لحركة حقوق الحيوان والإيكولوجيا العميقة - يقلص من معناها كثيرا جدا. وهي معنية بشأن كوكب الأرض من منطلق أنها تضع تصورا لإقامة حياة أفضل لجميع الكائنات الواعية، أو - من باب إدماج الإيكولوجيا العميقة - الغلاف الحيوي.
ثمة بعض التناقضات الجوهرية في هذه اليوتوبيا؛ فعلى أبسط مستوى، يجب أن يوجد عدد أقل بكثير من البشر لكي تحصل الحيوانات أو الغلاف الحيوي على حقوقها. وعلى مستوى أكثر تعقيدا، يريد العالم النامي أن يتمكن من توفير حياة أفضل لمواطنيه، ما قد يستتبع قدرا غير يسير من التأخر بالنسبة للعالم المتقدم.
अज्ञात पृष्ठ