युतुबिया: बहुत छोटा परिचय
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
لكن يوتوبيا تعني الجزيرة الواقعة في لامكان، وأموروتوم تعني مدينة السراب، وأنيدروس تعني النهر الذي لا يجري به ماء، وأديموس تعني الحاكم الذي لا يحكم شعبا.
ثمة مشكلة أخرى تكمن في أن كتاب «يوتوبيا» ضم أعرافا قدمها مور على نحو إيجابي، وهي التي كانت مناهضة لتعاليم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، مثل القتل الرحيم الاختياري، أو نبذها مور بعد ذلك في مرحلة متقدمة من حياته، مثل التسامح الديني. بالنسبة لبعض الشراح، يجب إيجاد طريقة لاستبعاد هذه الأعراف. بالتأكيد لم يفكر قط القديس توماس مور، الذي مات بسبب تمسكه بمبادئه، على نحو مختلف عن الطريقة التي ظن شراح عمله أنه ينبغي أن يكون قد فكر بها، أو - مثل صديقه المقرب إرازموس (1466 / 1469-1536) صاحب التوجه الإنساني وعالم اللاهوت الهولندي - يجرب على نحو هزلي أفكارا ثم ينبذها فيما بعد.
يرى المعاصرون أن المجتمع الموصوف في كتاب «يوتوبيا» ليس جذابا للغاية، بل هو مجتمع سلطوي، تراتبي، أبوي، ويطبق عقوبة العبودية على مرتكبي المخالفات البسيطة نسبيا. لكن القارئ في بداية القرن السادس عشر كان سيرى أن تلك الأشياء كانت هي العرف السائد، وأن العبودية في «يوتوبيا» كانت عقابا أكثر إنسانية من صور كثيرة للعقاب كان يمكن تطبيقها آنذاك، حين كانت بعض المخالفات البسيطة تعاقب بالموت. وفوق كل ذلك، لم يكن هناك أحد في «يوتوبيا» غنيا أو فقيرا. وقد تحقق ذلك من خلال تخفيض الطلب، وعمل الجميع، والمشاركة في كل شيء بالتساوي، والحياة البسيطة؛ وعليه، ستبدو «يوتوبيا» لكثيرين في القرن السادس عشر مثل الجنة. (5) السخرية
إن السخرية التي تحفل بها «يوتوبيا» مور جوهرية في تقليدي اليوتوبيا؛ لأن أحد أهداف أغلب اليوتوبيات هو السخرية من الحاضر، وبقيامها بذلك، تستخدم الكثير من اليوتوبيات أداة نموذجية من أدوات السخرية وهي المبالغة. في بعض اليوتوبيات، مثل رواية الروائي الإنجليزي صامويل بتلر (1835-1902) «إيروان أو اللامكان» (1872)، من المستحيل التأكد من الموقف الإيجابي، إن وجد، الذي تؤيده؛ ففي تلك الرواية، على سبيل المثال، يعامل المجرمون على أنهم مرضى ويرسلون إلى الأطباء، أما المرضى، فيزج بهم في السجون. ونشأ ضرب أدبي فرعي عن تلك الرواية يمكن أن نطلق عليه الأدب «الإيرواني».
والأكثر تمثيلا للسخرية هو رواية «رحلات إلى العديد من أمم العالم البعيدة» (1726)، المعروفة الآن باسم «رحلات جاليفر»، لصاحبها الروائي الساخر الأيرلندي جوناثان سويفت (1667-1745). والجزء الرابع في «رحلات جاليفر» يصور المكان الطيب بالرواية، لكن غالبية قاطنيه من الخيول وليس البشر؛ فالبشر - أو الياهو - همجيون، أما الخيول - الهوينم - فعقلانية، فما الذي يقوله سويفت عن الإنسان والعقل؟ تمخض عن رواية «رحلات جاليفر» ضرب فرعي مهم من الأدب يعرف باسم الأدب «الجاليفري»، القليل منه ببراعة الأصل، في حين أن أكثره يمنح ببساطة بعض الحيوانات صفات بشرية. ومؤخرا، كتب الكثير عن زوجة جاليفر التي كان يهجرها كثيرا.
في غضون الفترة نفسها تقريبا التي كان سويفت يكتب فيها، نشر الكاتب الإنجليزي دانيال ديفو (1660-1731) رواية «الحياة والمغامرات الغريبة المثيرة لروبنسون كروزو، البحار القادم من يورك» (1719)، المعروفة الآن باسم «روبنسون كروزو»، المستندة إلى أحداث واقعية، وفيها غرقت سفينة رجل، البحار الاسكتلندي ألكسندر سيلكيرك، وحط وحيدا على جزيرة منعزلة لمدة أربع سنوات. ولما كان كروزو وحيدا وغير قانع بالوضع أغلب الرواية، فمن الصعب تحديد إن كان إيجابيا أم سلبيا، ولا يتغير ذلك عندما ينضم فرايداي إلى كروزو، وهو أحد سكان إحدى الجزر القريبة الذي ينقذه كروزو من آكلي لحوم البشر. لكن تمخض عن رواية «روبنسون كروزو» ضرب فرعي كبير من ضروب الأدب، يطلق عليه الأدب الروبنسوني، اليوتوبي غالبا، والمشتمل عادة على مجموعة من البشر تتحطم سفينتهم، وأشهر أعماله «عائلة روبنسون السويسرية» (1812 / 1813)، للكاتب السويسري يوهان ديفيد فيس (1743-1818)، التي تحولت إلى فيلم شهير. (6) تأثير بيلامي
كانت اليوتوبيات العظيمة التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين هي أعمال الكاتب الأمريكي إدوارد بيلامي (1850-1898)، والكاتبين الإنجليزيين ويليام موريس (1834-1896) وإتش جي ويلز (1866-1946). حققت رواية بيلامي «نظرة إلى الماضي: 2000-1887» (1888) مبيعات مرتفعة حول العالم، ونتج عنها زيادة كبيرة ومفاجئة في إنتاج اليوتوبيات التي امتدت حتى نشوب الحرب العالمية الأولى. وقعت أحداث يوتوبيا بيلامي في بوسطن، ماساتشوستس، في المستقبل، والتي تطورت إلى مجتمع تم التغلب فيه على العداء بين الرأسماليين والعمال. وعندما أخذت الشركات تكبر وتكبر عن ذي قبل وتحولت إلى شركات احتكارية تتحكم في معظم الاقتصاد تم تأميمها، أو ببساطة استحوذت عليها الدولة، وتحول العمال بها إلى موظفين لدى الدولة، وتنوعت ساعات العمل على أساس ثقل العمل والخطر الذي يكتنفه، وتقاعد الجميع في سن الخامسة والأربعين.
كتب ويليام موريس نقدا لتلك الرواية استنكر فيه «الحياة الآلية» التي تقدمها، وتأكيد الرواية على جعل العمال يطيقون العمل بتخفيض مقدار العمل بدلا من تخفيض «ألم العمل إلى الحد الأدنى». كتب موريس بعدها رواية «أخبار من لامكان، أو زمن للراحة» (1890)؛ لتصوير مجتمع يؤكد على الحرف والمجتمع المحلي. وبينما استخدم بيلامي نظاما سياسيا معقدا، استخدم موريس مقرات المجالس النيابية لتخزين السماد وقال: «لم يعد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه سياسة.» كتب بيلامي نقدا مؤيدا بشكل عام لرواية موريس، مع أنه قال إنها تحتاج إلى مزيد من التفصيل.
إلا أن أغزر كتاب اليوتوبيا إنتاجا كان إتش جي ويلز، الذي كتب يوتوبيات إيجابية، وكذلك ديستوبيات. وعلى تنوعها الكبير، كانت لها موضوعات أساسية، أحدها كان الصراع بين الرأسماليين والعمال، وماذا يمكن أن يحدث إن لم يجر حل هذا الصراع، وكيف يمكن حله. وأحد الموضوعات الأخرى كان مدى مرغوبية فكرة الحكومة العالمية.
أفضل وصف أطلق على ويلز أنه يوتوبي متشائم؛ أي رجل يؤمن بإمكانية تحسين حياة البشر على نحو جذري، لكنه يشك في وجود الإرادة اللازمة للقيام بذلك. لم ييأس ويلز قط، لكنه لم يتوقف قط عن الشك أيضا. تدور أحداث رواية «آلة الزمن» (1895)، إحدى روايات ويلز الأولى وأكثرها نجاحا، في زمن بعيد بالمستقبل؛ حيث لا يزال الصراع دائرا بين أحفاد الرأسماليين والعمال. وتقع أحداث أغلب ما كتبه من يوتوبيات وديستوبيات في المستقبل الأقرب، وبعضها - لا سيما الديستوبيات - يمكن قراءته بوصفه مراحل نحو المستقبل المصور في «آلة الزمن»، ومع تصاعد الانقسام بين الرأسماليين والعمال أكثر فأكثر. تشير اليوتوبيات التي كتبها ويلز وكثير من كتاباته السياسية غير المتصلة باليوتوبيا إلى طرق يمكن بها تجنب احتمالات المستقبل المظلم. رأى ويلز أن الحل يكمن في استخدام الذكاء، لا سيما الذكاء العلمي، لمعالجة المشاكل الاجتماعية. وفي عمله «يوتوبيا حديثة» (1905) يصور جماعة من الرجال والنساء تعرف بالساموراي، يعيشون وفق ميثاق سلوكي صارم، ومكرسون للخدمة، وقد أسسوا مجتمعا أفضل كثيرا وصانوه، وهو المجتمع الذي كان يراه ويلز ممكنا.
अज्ञात पृष्ठ