وإنه لكذلك إلى اليوم لركوب الهول وإنفاذ الخطر النبيل من المقاصد، ليس هو بالغبي ولا البليد ولكنه يتغابى ويتبالد، وهذا الجفاء منه يكون لذكائه وفطنته بمثابة التوابل المشهية، يستخف الناس إلى استماع كلماته فتكون أسوغ في الآذان وأنفذ إلى الضمائر.
بروتاس :
وإنه لكذلك. ثم إني منصرف عنك الساعة، وإن رمت محادثتي غدا آتك في دارك، وإلا وافني بمنزلي أكن في انتظارك.
كاسياس :
سأفعل، وإلى حلول موعدنا أجل فكرتك في شئون هذا العالم. (ويخرج بروتاس.)
أي بروتاس! إنك لنبيل! ولكن شيمتك النبيلة قد تحول فيما أراه عن مبدئها ومنهاجها، ومن ثم يجدر بالنفوس الشريفة أن تألف أمثالها أبدا، وأي امرئ ثابت المبدأ راسخ القدم لا يستمال ولا يستهوى، إن قيصر موغر الصدر علي ولكنه يحب بروتاس، ولو كنت بروتاس وكان بروتاس كاسياس لما حالاني
15
قيصر ولا طايبني. وبعد، فسأعمد الليلة إلى نافذة بروتاس فأقذف خلالها برسائل شتى الخطوط، كأنها مرسلة من أناس شتى، وكلها يرمي إلى عظيم إعجاب روما به وإجلالها لاسمه، وسيكون بها إشارة خفية إلى مطامع قيصر، وبعد ذلك فليتماسك قيصر وليثبت قدمه، فإنا - وايم الحق - لمزعزعوه فمزلزلون به زلزالا، وإلا استحالت الحال إلى ما هو أمر وأدهى. (يخرج)
المنظر الثاني (المكان بعينه: شارع) (رعد وبرق - يدخل من بابين متقابلين كاسكا مسلول السيف وشيشيرون.)
شيشيرون :
अज्ञात पृष्ठ