22
وما كنت لأنال أيهما بأدنى أذى، ولخير لي أن أسوء الميت وأسوء نفسي وأسوءكم من أن أسوء أمثال هذين الحرين الشريفين، ولكن هاكم رقعة عليها خاتم قيصر ألفيتها بحجرته وإنها لوصيته، دعوا الجماهير تصغ إلى ما جاء بهذه الوصية - على أني وايم الحق ما قصدت قط ولا أقصد إلى تلاوتها - وأنا الكفيل أنهم متى سمعوها أقبلوا على جثة قيصر، فلثموا جراحه وغمسوا مناديلهم في دمه المقدهم والتمسوا شعرة من بدنه تكون لهم أثرا، وتذكارا يسجلونها ساعة الوفاة في وصاياهم ويورثونها ذرياتهم ذخيرة ثمينة وتراثا نفيسا.
الرجل الرابع :
لنسمعن الوصية، ولتقرأنها يا مارك أنطانيوس.
أنطانيوس :
أناة وصبرا أيها الإخوان الكرام! يجب أن لا أقرأها، ليس من الحكمة ولا من الصواب أن يصل إلى علمكم مبلغ حب قيصر إياكم، فما أنتم بالأخشاب ولا الحجارة وإنما بشر من دم ولحم ولكم قلوب تحس وتشعر، فأنتم لذلك جديرون حين تتلى عليكم وصية قيصر أن يثور ثائركم ويجن جنونكم، وأولى لكم وأمثل أن لا يصل إلى علمكم أنكم ورثة قيصر؛ لأنكم إن علمتم ذاك فوا خطباه ووا نكبتاه ماذا يكون من ورائه!
الرجل الرابع :
اقرأن الوصية، لا مناص من سماعها يا مارك أنطانيوس، إذن فلا بد لك من قراءة الوصية؛ وصية قيصر.
أنطانيوس :
أفلا تصبرون؟ أفلا تتمهلون قليلا؟ ويحي!
अज्ञात पृष्ठ