pemberton
عضو مجلس النواب وصاحب صحيفة «الساهر»، فحمل على هذه الجماعة وقال إنهم فئة من سبعة وأربعين ألفا موصومين بالشذوذ الجنسي، ومنبثين في المراكز وفي دوائر المجتمع على اختلافها، وأسماؤهم جميعا محصورة في سجل محفوظ عند إدارة المخابرات الألمانية، يستخدمونه في التهديد والاطلاع على الأسرار، وخص بمبرتون بحملته فتاة راقصة مشتركة في جماعة المسرح المخصوص، تتطوع لتمثيل دور شلومة، وتستبيح في تمثيله ما لا يستباح على المسارح الإنجليزية.
ثم ساقته هذه الفتاة إلى المحكمة، ودافع بمبرتون عن نفسه فدل على نسخة الكتاب الأسود التي وصلت أخبارها إليه، وزعم أنها منقولة من الكتاب الأصيل ومودعة عند الأمير وليام فيد
vied
الألباني، الذي كان ملكا لألبانيا أثناء الحرب العالمية الأولى.
وأخطر ما في القضية أن بمبرتون جاء بشهوده الذين اطلعوا على الكتاب إلى المحكمة، فذكروا بعض الأسماء التي اطلعوا عليها في الكتاب ومنها اسم القاضي دارلنج
Darling
الجالس لمحاكمته، وأسماء أناس من الوزراء والقادة.
ولما وصل الشاهد على سرد الأسماء، قاطعه القاضي وأمره بالسكوت وقال له في حدة وغضب: «إنني لم أعترض أقل اعتراض على تصريحك باسمي في هذا الصدد، ولكنني أصر على حماية الغائبين عن الجلسة!»
ودعي للشهادة في هذه القضية لورد ألفريد دوجلاس، عشيق أوسكار وايلد الذي كان يوما من الأيام موظفا بالوكالة البريطانية في القاهرة، فسئل عن ترجمته للمسرحية من الفرنسية إلى الإنجليزية، فكانت شهادته وتعقيبات المعقبين عليها وصمة لا حاجة بنا إلى تفصيلها، ولكنها هي وما شابهها - مما هو أقذر من كل مجونيات أبي نواس - مدونة في تقارير النفسانيين، وبعضهم علماء مختصون يرتفعون بنسبة الشواذ في ألمانيا نفسها - حيث يحفظ الكتاب الأسود - إلى أكثر من عشرة في كل مائة، ويرد في هذه التقارير أسماء غليوم وبيلوف وطائفة من زعماء النازيين.
अज्ञात पृष्ठ