روش : «إن ذلك الفشل يرجع إلى خلطهم بين الريبورتاج وبين الفيلم الدرامي؛ فقد كانوا يسجلون ظواهر الحياة كما هي بينما السينمائي الأصيل يعتمد على الاختيار. إننا حينما نحمل الكاميرا ونصطدم بظاهرة فإننا نتخذ وضعا جسمانيا أمام الظاهرة، وعندئذ «نضبط» العدسة على جانب معين منها ولا نصور الظاهرة كاملة. إننا نعزل عناصر ونركز على أخرى، وتركيزنا هذا يبدو في تكوين اللقطة، ثم بعد أن نصور ظواهر عديدة قد تستغرق فيلما ممكنا عرضه في عشرين ساعة، ننتقي منها عند المونتاج مادة تكفي للعرض في ساعة ونصف. هنا نحن «نضبط» فكرتنا عن الموضوع، تماما كما يعد الروائي مسوداته للنشر. وروش «يطبق هذا المبدأ على المجتمعات الأفريقية في
أبيدجان (
ساحل العاج ) لأنه كان عالم أجناس، أوفدته جمعية الإثنوجرافيا الفرنسية إلى «
أفريقيا ». وبعد تجارب تقوم على تصوير الحياة الاجتماعية في وسط أسود، استطاع أن يستخلص منهجا جيدا للإخراج السينمائي يجعل المخرج المؤلف الوحيد للفيلم، ويجعل الواقع الذي يسجله هو المادة الدرامية الأولى للفيلم؛ فهو باختياره لعناصر الصراع في كل ظاهرة وبإبرازه لها عن طريق الكادراج والمونتاج، قد حول الكاميرا إلى عين بشرية تختار من الواقع ما يوائم وجهة نظر المخرج، ثم تنشر على الواقع وعيا جديدا ما كنا نصل إليه ونحن نرى الأشياء مختلطة بالأحداث العادية. وأفلام «
روش » «يوميات صيف» و«أنا أسود» و«الأهرامات البشرية» هي طريق جديد لسينما يسميها النقاد بالسينما الحقيقية أو السينما الأصيلة.» (تجربة
زافاتيني . كاميرات في الميدان أمام قسم بوليس).
8 ⋆
الناس والحياة، 1891-1912، إليا إيرنبورج ،
9
عن «نيوزويك». - «
अज्ञात पृष्ठ