فقلت ببساطة: أعيش بلا خطة ولا أحلام، وهو غاية الراحة. - وأنا أيضا، ولكن جدي يقول إنه ما بين غمضة عين و...
قاطعته: دعنا من جدك وأمثاله؛ فهي لا تصلح لنا. متى تتزوج من جولستان؟
فقطب متسائلا: من قال ذلك؟ - مجرد سؤال. - أنا لا أبيع نفسي. - إذن ترى أنني بعت نفسي؟
فقال بسرعة: كلا، الأمر مختلف، لا غرابة في أن تتزوج فتاة من رجل يكبرها، أما العكس ...
وتصفح وجهي بقوة ثم سألني: ما أسباب الفشل في زواجك؟
بي رغبة حقيقية للاعتراف له بالحقيقة، وهو دون الآخرين. - تعدني بألا تبوح بالسر لإنسان؟ - أعد بشرفي.
وأفرجت عن المأساة الحبيسة في ضلوعي ، حتى هتف: الوغد! - انتهى وقت الغضب؛ فلا تنس وعدك. - فاق أي خيال. - ليس أعجب مما سمعنا في حياتنا.
محتشمي زايد
أرى في أحلامي أبي وأمي وأختي محاسن .. ورأيتهم مرة في منطاد يحلق فوق رأسي. ترى هل أزف الرحيل؟ هل آن للعجوز أن يعفي الدولة من صرف معاشه؟ الصحة جيدة رغم عين الحسود سليمان مبارك، ولكن الصحة مهلكة مثل المرض. كفى بالصحة داء! صدق رسول الله. عبدك منتظر يا رب، يتوقع بين آونة وأخرى أن يدق الجرس، وسوف يستقبل الطارق بما يليق به من طاعة وترحاب. حسن الختام يا رب، جنبني الأوجاع والعجز، وشكرا على حياة طويلة عريضة. حسبي أني لم أقدم أذى لإنسان في هذا العالم الحافل بالأذى. والشيخوخة قضيتها جوالا بين كلماتك وأنبيائك وأوليائك، وقبل ذلك كابدتها في دنياك ونعمائك. رياضتي العبادة، وتسليتي الطرب، وسروري الطعام الحلال. ها هو العيد يطل علينا متوجا بأنداء الخريف، نهر من السحب البيضاء يتدفق فوق النيل الأسمر والأشجار الباسقة دائمة الخضرة. أيام قلائل نادرة في حياة هذه الأسرة الممزقة. فواز يملأ جلبابه في استرخاء، وهناء تمشط شعرها الأبيض، وعلوان يحلق ذقنه تأهبا للانطلاق. قلت بسرور وأنا أتصفحهم حولي: أخيرا نجتمع كأسرة يا أولاد.
فقال فواز بصوته الجهير: نقطة راحة في بحر من التعب. - لو كانت الدنيا غير الدنيا لخرجنا إلى القناطر. - فكرة غير صالحة للعصر، أو قل إنها جنونية.
अज्ञात पृष्ठ