فقال ببرود: لا شيء يوجب الأسف.
وعبر إلى الأوراق المعروضة دون زيادة. ودعتني جولستان هانم لزيارتها فلبيت دون تردد وأنا على شبه يقين من أنني سأعرف عندها الحقيقة. وجدتها متحلية كعروس، وقالت لي معاتبة: ألا تزورني إلا إذا دعوتك؟ - أخاف أن أحرجك. - عذر لا معنى له، وأنت أول من يدرك ذلك.
وقدمت لي دندرمة محشوة بالمكسرات، ثم قالت: عنت لي فكرة.
فنظرت نحوها باهتمام، فقالت: أخي بدأ ينشغل بنفسه عني، فهل تعمل أنت وكيلا لأعمالي؟
تبدى لي الاقتراح مثل هاوية تنداح تحت قدمي، فقلت: قد يغضبه ذلك. - هو صاحب الفكرة.
فقلت متحرجا: أمهليني كي أفكر؛ فقد عرض علي بعضهم أن ألتحق بقسم الماجستير. - العمل بسيط، ولكنه يحتاج إلى شخص أمين. - ستكون المهلة قصيرة جدا.
وإذا بها تتطوع لإطلاعي على جانب هام من ماضيها، قالت: طالما رميت بالجشع بسبب زواجي، والحقيقة أن أبي هو الذي زوجني من رجل يكبرني بثلاثين عاما، على ذاك مضت حياتي معه مكللة بالاستقامة والأمانة، وكانت وما زالت سمعتي أنقى من الماس.
فقلت بيأس لم تفطن إليه: إنك مثال للاحترام.
ثم في مراوغة: أنور بك رجل محترم أيضا، ولكن تأملي سوء حظه.
فرمتني بنظرة متوجسة وسألتني: أترثي له أم لزوجته؟
अज्ञात पृष्ठ