فنظرت جولستان نحوي وقالت برثاء: يا لكم من جيل يستحق الرثاء!
فقلت بامتعاض مكملا: والتعنيف أيضا.
وقام أنور قائلا: لدي مكالمات عاجلة. عن إذنكم دقائق.
في خلوتنا رنت إلي بعطف وتمتمت: ما يستحق مثلك إلا كل خير.
تساءلت عما تعنيه .. السياسة أم مأساتي الشخصية؟ ولكن استحوذ علي انفعال جنسي من وحي جسمها الناضج، وركزت فيه نظرة مشحونة بصراحة فاضحة، تمنيت شيئا واحدا هو أن أتخذ منها خليلة. وقلت همسا بريق جاف: أود أن أنفرد بك.
فقالت برزانة: أرحب بالانفراد برجل ذي خلق مثلك.
تعطل التيار الكهربائي المتدفق في صدري. قالت الكثير وبأقل الكلمات. وئدت أحلامي الطائشة ورحبت في الوقت نفسه بي. وتماديا في الإيضاح قالت: إني أحترم نفسي وأرحب بمن يحترم نفسه.
فداريت خيبتي قائلا: ما أسعدني بسماع ذلك.
بيتي يرحب بك في أي وقت، لقد عرفت عنك الكثير، ولكنك لم تعرف عني شيئا يستحق الذكر.
رندة سليمان مبارك
अज्ञात पृष्ठ