إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
وقد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني
أضاف مروان: كنا نرى في تلك القصيدة زندقة، وسفهنا مذهب التصوف. - وكيف ترى ابن عربي الآن؟ - حقا إن ابن عربي أدرك قبلنا ما لم ندركه، وتنبأ بهذا العالم! - هذه القصيدة الخالدة هي إحدى ركائز هذا العالم الذي صار يدين بدين المحبة، فتعدد الأديان في عالمكم والمذاهب أدى إلى تعدد الثقافات، والتي بدورها أوجدت الاختلافات بينكم، ولذلك حاول «الغورو ناناك» في إقليم دلهي أن يوحد الثقافات كهذا العصر، لكن محاولته باءت بالفشل. أظن أنكم كنتم مستعبدين فكريا دون أن تشعروا. وهذا هو يا مروان مذهب عصرنا، كما تخيله شاعركم ابن عربي. حدث بفضل العلم الذي صار نبي هذا العصر، وأوجد الإنسان الجديد منذ 300 عام ب-ج. والآن سنشاهد شيئا عن عالمك الذي أتيت منه.
فتحوا جهاز البث المثبت في سطح الغرفة، وجلس مروان بجوار بروسي، ومضوا يسمعون الدليل السياحي، وهو يمشي في مسرح العرض في الصالة، يتحدث عن الديانة «الكونفوشيوسية» التي كانت في مقاطعة بكين. أشار إلى تمثال لرجل سمين، والدليل يقول: ذاك هو الحكيم الفيلسوف «كونفوشيوس»، عاش في القرن 26ق.ج. أي في السادس ق.م. طور الفلسفة الصينية، وأسس الديانة «الكونفوشيوسية». تتلمذ على يد «لاو تسو». كان حكيما، تلك الحكمة التي جعلت من حوله يرونه إلها، لتحقيق العدالة. كان أتباعه يرون أن لكل من الأرض والشمس والكواكب والسحاب والجبال إلها، وأن الجزاء والثواب في الدنيا كالهندوسية. انقسمت الديانة بعد كونفوشيوس إلى قسمين؛ مذهب متشدد، يأخذ بآراء كونفوشيوس حرفيا، ومذهب تحليلي يحللون آراءه ويختلفون مع المتشددين، هكذا ينقسم أتباع الأديان على الدوام إلى متشدد وغير متشدد. حبذ كونفوشيوس الثورة على الحاكم الذي يستبد بالسلطة أو يسيء استخدامها، لكنه يعترف بالحق الإلهي للأباطرة، يرى الحاكم ابن السماء. اعتبرت الأخلاق والآداب أساس الدين قاعدة ذهبية: «لا تفعل بالآخرين ما لا تحب أن يفعله الآخرون بك.»
رأى أن الإنسان مقدس؛ نتيجة تزاوج القوى السماوية بالقوى الأرضية. كما اعتقد الكنعانيون بالكائن الإنسان، الذي ظهر بعد خلق السماء والأرض، في صورة ذكر وأنثى، هما «آدم وآدمة» واكتمل نسلهما بسلالات بشرية متتابعة. وكذلك رأت بعدها الديانات الإبراهيمية بخلق الإنسان. - أخذ بمبدأ الشورى التقدمية .. دعا إلى اتحاد شعوب العالم جميعا في جمهورية عالمية واحدة، وتحققت دعوته فعلا في عصرنا هذا؛ عهد الإنسان الجديد.
अज्ञात पृष्ठ