यौम इस्लाम

अहमद अमीन d. 1373 AH
74

यौम इस्लाम

يوم الإسلام

शैलियों

وأيا ما كان؛ فالعمل لتكوين هذه الجامعة الإسلامية لم يتحقق بعد، فقد ثارت كل أمة، وحاربت، وجاهدت، وأعلنت مبادئها من غير أن يكون لها قيادة واحدة تنظم حركاتها، وتوجهها وجهة واحدة.

بقيت هناك طائفة في كل أمة من الأمم الإسلامية تشمل أفئدة طلاب المدارس الثانوية والعالية والجامعة. وهؤلاء إن عدوا مسلمين فمسلمون جغرافيون ليس إلا. لا يعنيهم الإسلام في قليل ولا كثير، ولا يؤدون شعائره، ولا يلتفتون إليه، إنما هم مقلدون للأوروبيين في منهجهم وسلوكهم، قد يرجى منهم الخير من الناحية الوطنية والقومية لا من الناحية الإسلامية، لا يفهمون تمام الفهم حقيقة للإسلام، ولا علم لهم بمبادئه، بل لا علم لهم بكثير من شعائره.

دخل سعد باشا زغلول يوما مدرسة المعلمين قبيل العيد، فسأل طلبة الفصل عن صلاة العيد وكيفيتها، فلم يعرف أحد منهم كيف يصليها. وقد سألني بالأمس مستشرق هولندي الأسئلة الثلاثة الآتية: قال هل عندك أمل في الأزهر؟ فقلت: لا؛ لأن حركة الإصلاح التي يطالب بها الشبان يستطيع أن يخمدها الشيوخ بقوتهم وسلطانهم، إلى أسباب أخرى لا محل لذكرها. وإنما يصلح الأزهر إذا بدأ بجعل نفسه كلية دينية، فالطلبة كلهم يتعلمون في المدارس الثانوية على السواء، وبعد التعليم الثانوي ينوع الطلبة ... هذا قوي في الأعمال اليدوية فيوجه إلى ذلك، وهذا قوي في الأعمال العلمية فيوجه إلى الجامعة، وهذا قوي في الناحية الدينية فيتوسع معه في اللغة العربية والتاريخ الإسلامي والدين، فإذا حاز البكالوريا التحق بالكلية الدينية التي هي الأزهر، فيتوسع ويتعمق في دراسة الدين والفقه وما إلى ذلك.

وكان السؤال الثاني: هل عندك أمل في الجامعة المصرية؟ فقلت: «لا» أيضا. قال: لم؟ قلت: إنك بالضرورة تسألني عن أثر ذلك في الإسلام، والجامعة لا تأبه بالإسلام، وإنما تؤسس علومها ومناهجها على النمط الأوروبي، فقد يكون لها أثر كبير في الوعي القومي والحركة الوطنية، أما حركة إسلامية فلا.

وسألني السؤال الثالث: هل توافق على نظرية الأستاذ علي عبد الرازق في كتابه: «الإسلام وأصول الحكم» من أن رسالة الإسلام رسالة روحانية فقط، وليس لها دخل في الشئون المدنية ولا الدنيوية؟ قلت له: «لا» أيضا؛ لأن الإسلام جاء بنظام ديني ودنيوي معا، أما الديني فظاهر، وأما الدنيوي فدليلنا على ذلك أنه جعل نظاما كاملا شاملا للشئون المالية كالبيع والإجارة والرهن ونحو ذلك، وكتحريم الربا وتحليل البيع. وفي الشئون الاجتماعية، كنظام الزواج، والطلاق، والميراث، والوقف، ونحو ذلك. غاية الأمر أن المسلمين أجادوا في التوسع في هذه المسائل حتى لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة، ولكنهم قصروا في وضع القانون الدستوري، كمن يتولى الخلافة، ومن هم أهل الحل والعقد.

على كل حال وجدت في السنين الأخيرة حركة إسلامية تدعو إلى الرجوع للإسلام والأخذ بشعائره على يد الإخوان المسلمين، وتناهض الحركة ما انتشر بين طلبة المدارس الثانوية والجامعة من عدم اهتمامهم بأمور الدين. وكانت تعاليمهم كما في قانونهم: العمل على تكوين جيل جديد، يفهم الإسلام فهما صحيحا، ويعمل بتعاليمه، ويوجه النهضة إليه، حتى تكون مظاهر حياة الأمة كلها مستمدة من روحه، مرتكزة على أصوله، وذلك أولا: (أ)

بتقوية الفضائل الخلقية، وإحياء الشعور بكرامة الأمة، وتحرير النفوس من الضعف واليأس والرذيلة، واتباع القرآن في قوله:

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . (ب)

التحذير من الاندفاع في حياة المتعة والترف، والمادة، وتقليد الغرب في ذلك؛ إعجابا بحضارته المادية، والتذكير بأصول الحضارة الإسلامية الفاضلة المجيدة:

يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين * بل الله مولاكم وهو خير الناصرين . (ج)

अज्ञात पृष्ठ