وَمَا أحسن مَا كني عَن الْحرم بالشموس وَعَن المحاماة دونهم بالضباب
(وَلَكِن رَبهم أسرى إِلَيْهِم ... فَمَا نفع الْوُقُوف وَلَا الذّهاب)
(كَذَا فليسر من طلب الْمَعَالِي ... وَمثل سراك فَلْيَكُن الطلاب)
وَكتب إِلَيْهِ أَبُو فراس فِي تِلْكَ الْحَال يداعبه
(وَمَا أنس لَا أنس يَوْم المغار ... محجبة لفظتها الْحجب)
(دعَاك ذووها بِسوء الفعال ... لما لَا تشَاء وَمَا لَا تحب)
(فوافتك تعثر فِي مرْطهَا ... وَقد رَأَتْ الْمَوْت من عَن كثب)
(وَقد خلط الْخَوْف لما طلعت ... دلّ الْجمال بذل الرعب)
(تسرع فِي الخطو لَا خفَّة ... وتهتز فِي الْمَشْي لَا من طرب)
(فَلَمَّا بَدَت لَك دون الْبيُوت ... بدا لَك مِنْهُنَّ جَيش لجب)
(وَمَا زلت مذ كنت تَأتي الْجَمِيل ... وتحمي الْحَرِيم وترعى الْحسب)
(وتغضب حَتَّى إِذا مَا ملكت ... أَطَعْت الرِّضَا وعصيت الْغَضَب)
(فَكنت حماهن إِذْ لَا حمى ... وَكنت أباهن إِذْ لَيْسَ أَب)
(فولين عَنْك يفدينها ... ويرفعن من ذيلها مَا انسحب)
(ينادين بَين خلال الْبيُوت ... لَا يقطع الله نسل الْعَرَب)
(أمرت وَأَنت المطاع الْكَرِيم ... ببذل الْأمان ورد النهب)
(وَقد رحن من مهجات الْقُلُوب ... بأوفر غنم وأغلى نشب)
(فَإِن هن يَا بن الْكِرَام السراة ... رددن الْقُلُوب رددنا السَّلب) // من المتقارب //
1 / 49