إني أحببتك لمحبة أخيك، فلا تظن ذلك عدم وفاء بعهده.
فقلت في نفسي: ذلك لا يهمني، إنما يهمني الجواب الذي رأيت عبارته بديعة السبك، وخطه لطيف الشكل، وهو كما يأتي:
حبيبتي أسما
إن فؤادي طوع أمرك، وقلبي في إرادتك، وهنائي في محبتك؛ فلا تحرميني من رؤية طلعتك. ولقد ذهبت بالأمس لأراك فلم تسمحي لي باللقاء ولم أدر لذلك سببا، أجفاء وما عودتنيه، أم دلالا والمحبة لا ترتضيه؟ فارحمي حشاشتي يرحمك الله، واضربي موعدا للقاء كيما أطفئ نار أشواقي بنظرة منك ترد الروح للجسد. وأهديك سلام محبك الخاضع.
شريف
وما فرغت من تلاوته حتى تناثرت الدموع على خدي، وقلت: لعمري:
ليذهب من يشاء فلست أودي
على من مات بعدك «يا شريف»
والآن، أحفظ هذا الجواب بين أوراقي التي كلما غلب علي الشوق أمر عليها، فمن جوابات حبية ونحن في عهد الصبا والهموم بعيدة، ومن جوابات أصدقاء أصفياء، ومن ... ومن ... قضى كل ذلك، وأصبحت فريدا وحيدا، لا من يسأل عني من الأحياء أو الأصدقاء، وهكذا الأيام دأبها الفتك بالأحرار:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
अज्ञात पृष्ठ