إنني أعرف اللعين الذي يتمايل بأثوابه الرثة على أدنات الزرع ولكنه ميت أمام الزرع وأمام الريح المترنمة.
وأعرف العنكبوت التي لا جناح لها تحوك الشباك لاصطياد كل ذي جناح.
وأعرف الماكرين، ونافخي الأبواق، وضاربي الطبول، الذين لا يستطيعون في وفرة ضجيجهم أن يسمعوا قنبرة السماء، ولا الريح الشرقية في الغابة.
وأعرف الذي يجذف في جميع الجداول ولكنه لا يجد الينبوع، ويركض مع جميع الأنهار ولكنه لا يجرؤ على السير إلى البحر.
وأعرف الذي يقدم يديه البليدتين إلى رئيس البنائين في الهيكل، وعندما ترفض يداه البليدتان ينبري قائلا في ظلمة قلبه: سأهدم كل ما سيبني.
إنني أعرف جميع هؤلاء، فهم الذين يعترضون على أن يسوع قال مرة: إنني أحمل سلاما لكم، وفي مرة ثانية قال: إنني أحمل سيفا.
فهم لا يقدرون أن يفهموا أنه نطق بالحقيقة عندما قال: إنني أحمل سلاما لأبناء السلامة، وأضع سيفا بين من يحب السلام ومن يحب السيف.
ويتعجبون كيف أن الذي قال: إن مملكتي ليست من هذا العالم، قال أيضا: أعطوا ما لقيصر لقيصر. ولكنهم لا يعلمون أنهم إذا رغبوا حقا في أن يكونوا أحرارا ليدخلوا ملكوت رغبات قلوبهم، فالواجب يقضي عليهم ألا يقاوموا الحارس الواقف على بوابة حاجتهم، ففي مصلحتهم أن يدفعوا ذلك الرسم الحقير ليدخلوا إلى تلك المدينة.
هؤلاء هم القائلون: قد علم باللطف والحنان والمحبة العائلية ولكنه لم يحفل بأمه وبإخوته عندما كانوا يفتشون عنه في شوارع أورشليم.
وهم لا يعلمون أن أمه وإخوته كانوا يودون في مخاوف رغبتهم أن يرجعوه إلى مصنع النجار. أما هو فكان يريد أن يفتح عيوننا لنبصر فجر يوم جديد.
अज्ञात पृष्ठ