فمن أنت وما شأنك يا يهوذا الإسخريوطي؟ ولماذا تجربني؟
هل وزنتني في الميزان فوجدتني جديرا بأن أقود جيشا من الأقزام، وأدير مراكب من لا شكل له ضد عدو لا يجتمع إلا في بغضكم ولا يهجم إلا في مخاوفكم وأوهامكم؟
كثير هو الدود المجتمع حول قدمي، ولكنني لن أصليه ضربا. قد مللت الهزل والمجون وسئمت نفسي الشفقة على الدبابات التي تحسبني جبانا لأنني لا أتخطر بين أسوارها وقلاعها الحصينة.
إن من دواعي الشفقة أن أكون محتاجا إلى الرحمة حتى النهاية. وكم أود لو كنت قادرا على أن أدير خطواتي إلى عالم أكبر من هذا العالم، حيث يعيش رجال أعظم من رجاله، ولكن كيف أفعل ذلك؟
إن كاهنكم وإمبراطوركم يريدان دمي، وسينالان ضالتهما قبل سفري إلى ذلك العالم. إنني لن أغير سير الشريعة ولن أقيد الجهالة.
دع الجهل يستثمر ذاته حتى يمل ذريته.
دع العميان يقودون العميان إلى الحفرة.
ودع الموتى يدفنون الموتى حتى تختنق الأرض بأثمارها المريرة.
إن مملكتي ليست من هذه الأرض، مملكتي ستكون حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة منكم بمحبة، وباحترام لجمال الحياة، وبغبطة وبهجة لتذكاري.
ثم التفت إلى يهوذا فجأة وقال: تخلف عني أيها الرجل، إن ممالككم لن تكون في مملكتي. •••
अज्ञात पृष्ठ