ولله سر في علاك وإنما ... كلام العدى ضرب من الهذيان «8» وأما قولهم: إنا على الانتصار وطلب الثأر، ف تلك أمانيهم قل هاتوا «1» برهانكم إن كنتم صادقين «2». على أنا نقول:
لئن كان أعجبكم عامكم ... فعودوا إلى حمص في القابل
فإن الحسام الخضيب الذي ... قتلتم به في يد القاتل «3»
فإن قالوا: كان «4» العود أحمد، فذاك «5». ولكن «6» لمن حمد البدء «7» لا لمن [183 ب] ذم، وصادف فيه ما سر لا ما ساء وغم، وقد رأوا في بدء «8» لقائهم كيف شرقت السيوف بدمائهم، وتحكمت النسور في أشلائهم، فإن نشطوا ثانية فهاتيك الصوارم ماضية، والقشاعم ضارية، وما أشبه حال القوم بما قام به «9» ابن الأشعث «10» خطيبا في قومه، فقال:
يا قوم، إنه ما بقي من عدوكم إلا كما يبقى من ذنب الوزغة «11»، تضرب به «12» يمينا وشمالا فما تلبث أن تموت، وكذا المصباح إذا قارب انطفاؤه «13» توهج قليلا، ثم لم يغن ذلك من حينه فتيلا.
पृष्ठ 338