وانتدب الأمير سيف الدولة للحرب فعبى المواكب، ورتب الجيوش كواكب.
ودلف إلى القتال في رجال كالرماح، أو كالنهال القماح «1»، يهشون للقراع، هشاشة الأطفال للرضاع، ويرتاحون للكفاح، ارتياح الهيم للماء القراح، كما قال أبو تمام «2»:
سفع الدؤوب وجوههم فكأنهم ... وأبوهم سام أبوهم حام
تخذوا الحديد من الحديد معاقلا ... سكانها الأرواح والأجسام [84 أ]
مسترسلين إلى الحتوف كأنما ... بين الحتوف وبينهم أرحام
آساد موت مخدرات ما لها ... إلا الصوارم والقنا آجام «3»
وبرز إسماعيل بمن «4» شايعه من مواليه، وتابعه من رجال أبيه، وقد حصن الصفوف بفيلته العظام، كأنها أركان يذبل «5» أو هضاب شمام «6». ودنا الفريقان بعضهم من بعض ضربا بالسيوف البواتك، وطعنا بالرماح الفواتك، ورضا للهام من تحت الترائك «7».
पृष्ठ 157