كذلك يفعل بالشامتين ... ويفنيهم الدهر جيلا فجيلا ولبعض كتاب أهل العصر:
مضى الأمير نصير الدين متشحا ... في قبره بمساع أشبهت علما
قد كان مدة ما قد «1» عاش منتصبا ... لله والدين والإسلام منتقما
كالليث والغيث طبعا أن حمى وهمى ... والنجم والرجم شكلا أن سما ورمى
يا من أسال رقاب الكاشحين دما ... من بعد فقدك أبكيت العيون دما
لئن أناخ صروف الدهر ساحته ... فانظر إلى الملك والإسلام لا جرما
فالدين منثلم والملك منهدم ... وظل حبل العلى والمجد منصرما
وردف الحادثة به النعي بفخر الدولة علي بن بويه . وكانت وفاتهما في شعبان سنة سبع وثمانين وثلثمائة. وكان «2» سبب انقراضه أنه فرع القلعة [78 أ] التي استحدثها على جبل طبرك «3» مرتاحا للأنس، فاشتهى طرائح من لحم البقر، فنحرت بين يديه واحدة، وطفق أصحابه يضهبون «4» له من أطايبها، وهو ينال منها. وأتبعها بعناقيد «5» كرم، ودارت عليه الكؤوس بينها ملاء ولاء «6»، فلم ينشب أن لوى عليه جوفه، واتصل على الألم صوته، إلى أن جثم عليه موته. ورثاه أبو الفرج الساوي بقوله «7»:
هي الدنيا تقول بمل ء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي
فلا يغرركم حسن ابتسامي ... فقولي مضحك والفعل مبكي
पृष्ठ 147