यहूदी विचारधारा और इतिहास में
اليهودية في العقيدة والتاريخ
शैलियों
كان الفينيقيون والقرطاجنيون
19
ومن إليهما من الشعوب السامية يقدمون القرابين البشرية للإله ملخ (بضم الميم) - أي الملك - وعندما حصرت مدينة قرطاجنة سنة 307ق.م حرق أهلها على مذبح هذا الإله مائتي غلام من أبناء السراة. وكانوا في سورية إذا ما حزبهم أمر يحرقون بعض الأطفال، ثم أصبحوا يكتفون بختنهم أو ببذل قدر من المال قربانا لبعل أو عشتورت.
لقد رتع الآلهة في لحوم البشر ردحا من الدهر. فلما ارتفعت الحضارة وغدا الناس يبدون امتعاضهم من التضحية بأفلاذ أكبادهم انصرف الآلهة عن لحم الإنسان إلى لحم الحيوان؛ ونرى صورة لذلك في قصة إبراهيم حين يمسك عن ذبح ابنه إسحاق ويفتديه بكبش. (5) الآلهة
وما عتم الناس أن آثروا الاقتصاد في الوقت واليسر في العبادة؛ فانتهجوا طريقة الأعمال الكبيرة، وذهبوا إلى أن هناك إلها أعظم يهيمن على الآلهة الصغار. كان كهنة سوريا يعترفون بالإله الأعظم «ألو» (المشابه لألوهيم اليهود) في الوقت الذي كانوا يعبدون فيه الإله «بعل»، وكانوا في بابل في عصر بختنصر ومن قبله ينادون بأن «مردك» (بضم الدال) هو الإله الخالق دون أن يمحو ذلك عبادة سائر الآلهة، فالاعتراف بالإله الخالق ليس هو الإقرار بالوحدانية.
وأخلت أديان الآلهة المتعددة والأصنام الكثيرة الطريق آخر الأمر للإيمان بإله واحد لا يجشم الخلق عناء الحج إليه في موطن بعينه، بل يجدونه أينما ولوا وجوههم؛ لأنه حال بكل مكان. وزعم كل شعب أن إلههم هذا هو الذي أنزل عليهم شريعتهم؛ فالإله «شمش » إله الشمس هو واضع قانون حمورابي ملك بابل، و«أهورا-مزدا» هو الذي حبا زرادشت بالناموس في فارس حين راح هذا يصلي فوق جبل شاهق، و«زيوس» هو الذي أعطى الملك منيوس فوق جبل دكتا (بكسر الدال) الشريعة التي حكمت بمقتضاها جزيرة كريت ... وهلم جرا. (6) السحر عند الوثنيين
الآن، وقد اكتسب الذكاء الإنساني حدة وازدادت المعرفة البشرية سعة، أصبحنا نعلم عن يقين أنه ما من صلة بين سلوك الإنسان وظواهر الطبيعة؛ فمهما بلغ امرؤ أو شعب من سوء السيرة ولؤم السريرة، ومهما أتى هذا المرء أو هذا الشعب من المناكر وطالح الأفاعيل
20
فلن يحدث ذلك زلزالا أو يعقب طوفانا أو يحبس السماء فتجدب الأرض؛ ونعلم كذلك أن الصاعقة قد تنقض على الطيب والخبيث بدرجة سواء؛ فالطبيعة لا ترمي إلى هدف معلوم، وإنما هي تنتج بلا غرض وتحطم بلا سبب.
وقد كان البدائيون على غير بصر بما نعرفه اليوم من بواعث المرض؛ فالأمراض كلها ترجع عندهم إلى ما وراء الطبيعة ولا دواء لها غير السحر. لقد كانوا لا يعرفون حدا تقف عنده قوى الروح في إيلاء الشر وإيتاء الخير؛ ولذا عملوا على تألفها بالابتهال إليها؛ ومن هنا نشأت صلاة الوثنيين وسائر شعائرهم واحتفالاتهم الدينية وفشت عبادة الأرواح وإزلاف القرابين لها والتفنن في إقناع الأرواح الخيرة بمديد المعونة إليهم، وذلك أصل السحر؛ وهو فن الاستعانة بقوى وطاقات من وراء الطبيعة غير منظورة؛ وذلك لبلوغ أغراض مخصوصة يتعاصى بلوغها بالوسائل الطبيعية المألوفة والأساليب المنطقية المعروفة، ويتم ذلك بإتيان حركات معلومة وترديد كلمات مرسومة.
अज्ञात पृष्ठ