यहूदी प्रारंभिक सभ्यताओं के इतिहास में
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
शैलियों
وكيف لا يكون من الإهانة للعربي أن يقاس باليهودي «وتاريخ اليهود الكئيب لم يكن غير قصة لضروب المنكرات، وأنه لا أثر للرحمة في وحشية اليهود»، مع أن «الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا دينا سمحا مثل دينهم» كما قال لوبون.
وكيف لا يكون من الإهانة للعربي أن يقاس باليهودي ومبدأ اليهود كما في سفر يشوع: «أهلكوا جميع ما في المدينة من رجل وامرأة وطفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، وأحرقوا المدينة وجميع ما فيها بالنار.» ومبدأ العرب كما جاء في وصية أبي بكر الصديق: «لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له.»
وكيف لا يكون من الإهانة للعربي أن يقاس باليهودي «وقدماء اليهود لم يجاوزوا أطوار الحضارة السفلي التي لا تكاد تميز من طور الوحشية، وتأثير اليهود في الحضارة صفر، وإن اليهود لم يستحقوا بأي وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة.» مع أن «العرب مدنوا أوروبا ثقافة وأخلاقا» كما قال لوبون، ولوبون قد تمنى أن يكون العرب قد استولوا على العالم، ومنه أوروبا؛ لما كان فيهم من نبيل الطبائع وكريم السجايا، ولوبون هو القائل: «إنه كان يصيب أوروبا النصرانية باستيلاء العرب عليها، مثل ما أصاب إسبانيا من التقدم والارتقاء والحضارة الزاهرة الرفيعة تحت راية النبي العربي، وكان لا يحدث في أوروبا، التي تكون قد هذبت، ما حدث فيها من الكبائر كالحروب الدينية وملحمة سان بارتلمي ومظالم محاكم التفتيش، وكل ما لم يعرفه المسلمون من الوقائع التي ضرجت أوروبا بالدماء عدة قرون.»
وكيف لا يكون من الإهانة للعربي أن يقاس باليهودي «وأنت لا تجد شعبا عطل من الذوق الفني كما عطل اليهود»، مع أن «الأمة العربية قد رغبت في تحقيق خيالاتها فأبدعت تلك القصور الساحرة التي يخيل إلى الناظر أنها مؤلفة من تخاريم رخامية مرصعة بالذهب والحجارة الكريمة، ولم يكن لأمة مثل تلك العجائب ولن يكون، فلا يطمعن أحد في قيام مثلها في الدور الحاضر المادي الفاتر الذي دخل البشر فيه» كما يقول لوبون.
تلك هي حال الشعب اليهودي الذي كان له بعض السلطان في فلسطين حينا من الزمن، فأجلاه الرومان عنها فتفرق في الأرض، فلم يقتبس من الأمم التي عاش شتيتا بينها غير أخس عيوبها، شأن أجداده، كما يثبت ذلك سلوكه الوحشي الأخير في فلسطين، ولا نبحث هنا العوامل التي حفزت إنكلترا إلى شد أزره وتوطيد دعائمه في بلد عربي لم يكن ملكا لليهود، ولا في المظالم التي اقترفها الإنكليز وغيرهم من الأوروبيين والأمريكيين مدة ثلاثين سنة، ولا يزالون يقترفونها؛ إمعانا في اضطهاد العرب وتثبيتا لأقدام اليهود في سورية الجنوبية «فلسطين»، ممثلين في أهلها العرب مأساة أندلسية أخرى؛ لأن ذلك يخرجني من نطاق الكتاب، ولعل القراء يجدون في هذا الكتاب ما يدحض به زعم اليهود الزائف القائل إن فلسطين حق تاريخي لهم، والمشتمل على أعظم دجل بشري وأفظع تضليل سياسي.
وهنا نذكر أن في الكتاب أمورا لا تلائم بعض المعتقدات ولا نوافق لوبون عليها، ولكن هذه الأمور ليست من صميم الموضوع، وهي على العموم من قبيل الاستطراد البعيد من هدف الكتاب الأصلي القائم بوجه خاص على بيان عطل اليهود من نصيب في تاريخ الحضارة، وعلى ما في اليهود من المساوئ العرقية التي قلما يوصم بمثلها قوم، وعلى أن اليهود شعب غير صالح طرأ على فلسطين التي لم تكن له بلدا أساسيا قط.
عادل زعيتر
نابلس
الفصل الأول
البيئة والعرق والتاريخ
अज्ञात पृष्ठ