यहूदी प्रारंभिक सभ्यताओं के इतिहास में
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
शैलियों
ولم يجد الحب المنغص من النبرات المثيرة في أي كتاب مثل ما في سفر نشيد الأناشيد، ولم يستر الولوع العنيف بأرق الصور في أي كتاب مثل ما في سفر نشيد الأناشيد.
وسفر نشيد الأناشيد هو أجمل ما انتهى إلينا من الشعر الغرامي السامي. أجل، إن الآثار التي هي من هذا الطراز غير قليلة لدى العرب الذين لم يتغنوا بغير المرأة والجياد والملاحم، غير أن الحواس هي التي كانت تستحوذ على هؤلاء، فلا تكاد ترى في شعرهم الخيار والتفضيل، أي المشاعر، بل كانوا يصنعون ما يثير اللذات، فتبدو لهم كل امرأة حسناء إذا كانت فتاة حسنة الخلقة.
وفي سفر نشيد الأناشيد تبصر، بالعكس، أن سلامية وراعيها كانا يتحابان حبا فيألمان كلما تباعدا، ومن المحتمل أن يكون هذا المبدأ، الذي هو أقرب إلى الشعور الروائي في أيامنا منه إلى النعيم الحسي الشرقي الأعمى، أبرز ما في ذلك الشعر الغرامي.
وأرادت الكنيسة النصرانية أن ترى في ذلك النشيد الغرامي الولهان أثرا في الأخلاق الزاهدة، مصورا ضروب النعيم عند الاتصال الوثيق بالله.
ولا نرى مثالا أبرز من ذلك على روحية الأحكام البشرية، وقد خلقت نساء طاهرات زاهدات في قرون ليفكرن في صوغ جمل متأججة كالجمل الآتية:
في الليالي على مضجعي التمست من تحبه نفسي، التمسته فما وجدته.
هلم يا حبيبي، لنخرج إلى الصحراء، ولنبت في الضياع، فنبكر إلى الكروم وننظر هل أفرخ الكرم، وهل تفتحت زهوره، وهل نور الرمان، وهنالك أبذل لك حبي.
لا يعوز الآداب اليهودية آثار خلقية خالصة مستقلة عن التصانيف الدينية الكبيرة، فيعد بعض الأسفار، كسفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة، مجموعات أمثال عملية معدة لتوجيه سير الحياة، ولكن من غير كبير صلة بالآلهة مهما كان نوعها.
والروح العامة في تلك الأمثال هي أبيقورية ارتيابية، وما فيها من قول مؤكد بأن أوضح واجب علينا هو أن نتمتع بالحياة العتيدة لعدم وجود شيء وراءها، وبأن من الجنون أن نضحي بالساعة الراهنة في سبيل أوهام باطلة، لم يسبقه ما أتى به أناكريون وهوارس في العالم الوثني القديم.
وفي تلك الأسفار ترى درجة عطل اليهود من كل أمل فيما وراء القبر.
अज्ञात पृष्ठ