[14]
وكتب له على بعض دواوينه عبيد الله بن نصر بن الحجاج بن علاء السلمي.
وروي أن حبيب بن عبد الملك بن مروان كتب له على ديوان المدينة . وكان يكتب له على ديوان خراج حمص ابن أوثال النصراني، وله بحمص قصر يعرف به.
وكان عبد الرحمن بن الوليد عاملا على حمص، فطالت إمرته، فخافه معاوية أنم يبايع له أهل الشام بالخلافة، لما كان عندهم من آثار أبيه، خالد بن الوليد، ولقائه عن المسلمين في أرض الروم، فدس إليه ابن أوثال من سقاه سما فمات. فجلس المهاجر بن خالد بن الوليد مع عروة بن الزبير بالمدينة، فقال عروة للمهاجر: هذا ابن أوثال يفخر بقتل عبد الرحمن. فخرج المهاجر من فوره حتى أتى دمشق، فسأل عن ابن أوثال، فأخبر إنه من كتاب معاوية، فوقف ناحية حتى خرج من ديوانه، فلما رآه المهاجر قال له: إن لي إليك حاجة، فاعدل معي، فعدل معه إلى زقاق يعرف بزقاق عطاف بدمشق، وكان معه سيف، فعلاه به فقتله. فأخذه معاوية فحبسه سنة، ثم خلاه.
وأهدى زياد إلى معاوية هدايا كثيرة، وكان فيها عقد جوهر نفيس، فأعجب به معاوية، فلما رأى ذلك زياد، قال له: يا أمير المؤمنين، دوخت لك العراق، وجبيت لك برها وبحرها، وغثها وسمينها، وحملت إليك لبها وقشورها. فقال له يزيد: لئن فعلت ذلك لقد نقلناك من ولاء ثقيف إلى عز قريش، ومن عبيد إلى أبي سفيان، ومن القلم إلى المنابر! وما أمكنك ما اعتددت به إلا بنا، فقال له معاوية: حسبك! وريت بك زنادي!
ولم تزل العرب تفضل السيف على القلم، وفي ذلك يقول سليط بن جرير ابن لبيد بن عتبة بن خالد بن عبد عمرو النمرى:
أتحقرني ولست لذاك أهلا ... وتدني الأصغرين من الخوان
جهابذة وكتابا وليسوا ... بفرسان الكريهة والطعان
पृष्ठ 20