174

[94]

إلى مما أنا فيه، وإني لأركب إليك فأتمنى يدا خاطئة تصيبني فأعفني، وول من شيءت. فإني أحب أن أسلم عليك أنا وولدي، ووالله إني لأتقرع في الليل منذ وليتني أمور المسلمين، وليس دنياك بعوض من آخرتي.

قال: فكان المهدي يقول له: اللهم غفرا! اللهم أصلح قلبه.

ثم أراد المهدي أن يمتحنه في ميله إلى العلوية، فدعا به يوما وهو في مجلس فرشه موردة، وعليه ثياب موردة، وعلى رأسه جارية عليها ثياب موردة، وهو مشرف على بستان، فيه شجر قد صنوف الأورادا، فقال له: يا يعقوب، كيف ترى مجلسنا هذا! قال: على غاية الحسن، فمتع الله أمير المؤمنين به، وهنأه إياه، فقال له: جميع ما فيه لك، وهذه الجارية لك، ليتم سرورك، وقد أمرت لك بمئة ألف درهم، ففرقها في بعض شأنك، فدعا بما يجب، وقال له: لي إليك حاجة، فقام قائما، وقال: يا أمير المؤمنين، ما هذا القول إلا لموجدة، وأنا أستعيذ بالله من سخطك، فقال له: أحب أن تضمن لي قضاءها، فقال: السمع والطاعة، فقال له: والله، فقال: والله ثلاثا، فقال له ضع يدك على رأسي واحلف به، ففعل ذلك، فلما استوثق منه، قال له: هذا فلان بن فلان، رجل من العلوية، أحب أن تكفيني مئونته، وتريحني منه، فخذه إليك، فحوله إليه، وحمل الجارية وما كان في المجلس والمال، فلشدة سروره بالجارية، جعلها في مجلس تقرب منه، ليصل إليها، ووجه فأحضر العلوي، فوجده لبيبا فهما، فقال له: ويحك يا يعقوب! تلقى الله بدمي وأنا رجل من ولد فاطمة رضي الله عنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم! فقال له يعقوب: يا هذا، أفيك خير؟ قال: إن فعلت بي خيرا شكرت، ودعوت لك واستغفرت لك، فقال له: خذ هذا المال، وخذ أي طريق شيءت، فقال له: طريق كذا وكذا آمن لي، فقال له: امض مصاحبا.

पृष्ठ 174