[12]
فليس يجوز أن يكون إماما من كان بهذه المنزلة من الغفلة، حتى يقدم عليه كاتبه بهذا الأمر العظيم.
أيام علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
وكان يكتب لعلي سعيد بن نمران الهمداني، وكان عبد الله بن جعفر يكتب له أيضا. وروي أن عبد الله بن جبير كتب له. وكان عبيد الله بن أبي رافع يكتب له.
وحكي عن عبيد الله هذا إنه قال:
كنت بين يدي علي بن أبي طالب، فقال: عبد الله، ألق دواتك، وأطل شباة قلمك، وفرج بين السطور، وقرمط بين الحروف.
ولما قدم على البصرة استتر عنه زياد، فلقيه عبد الرحمن بن أبي بكرة، فقال له: يا أصلع، أين عمك؟ فقال: أدلك عليه على أن تؤمنه، فأدخله عليه في دار أمه. فقال له علي: أين ما عندك من المال؟ فقال: عندي على حاله، فقال: مثلك فليؤتمن. ثم أقبل مع علي، فقال لأصحابه: أتاكم ابن بجدتها. فلما سار عن البصرة استعمله على الخراج والديوان، وقال له: أحفظ ما استكفيتك.
أيام معاوية بن أبي سفيان
وكان يكتب لمعاوية على الرسائل عبيد الله بن أوس الغساني، وكان يكتب له على ديوان الخراج سرجون بن منصور الرومي.
وكان لمعاوية كاتب، يقال له: عبد الرحمن بن دراج - وكان له أخ، يقال له: عبيد الله بن دراج، وكانا مولييه - فقلده الخراج بالعراق، عن تقليده المغيرة الحرب بها، وطالب أهل السودان أن يهدوا له في النوروز والمهرجان، ففعلوا، فبلغ ذلك عشرة آلاف ألف درهم في سنة.
وكان عمرو بن سعيد بن العاص يكتب على ديوان الجند.
وكان معاوية أول من اتخذ ديوان الخاتم، وكان سبب ذلك: إنه كتب لعمرو بن الزبير بمائة ألف درهم إلى زياد، وهو عامله على العراق، ففض عمرو الكتاب وجعلها مائتي ألف
पृष्ठ 17