अस्तित्ववाद: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
علقنا على حالة الشد والجذب التي ميزت علاقة سارتر بالحزب الشيوعي الفرنسي. كان ميرلوبونتي العكس تقريبا. ومع أنه لم ينضم للحزب قط، فقد كان مؤيدا للماركسية ونشر كتاب «الفلسفة الإنسانية والإرهاب» (1947) الذي دافع عن ضرورة العنف لبناء دولة شيوعية والحفاظ عليها ضد أعداء يحدقون بها ومصممين على تدميرها. المثير للاهتمام أن هذا كان نوع الحجج الذي سيستخدمه سارتر لاحقا لنفس الغاية. بحلول ذلك الوقت، كان ميرلوبونتي قد انفصل عن سارتر وانسحب من المشاركة السياسية النشطة. لكن خلال السنوات الأولى من إصدار «الأزمنة الحديثة»، وجدا نفسيهما متفاهمين. فبينما كتب ميرلوبونتي في عام 1947 أن «الفعل السياسي هو بطبيعته غير طاهر؛ لأنه فعل شخص واحد تجاه شخص آخر، ولأنه فعل جمعي»، كتب سارتر مسرحية بعنوان «أياد قذرة» تتناول نفس القضية في العام التالي.
كانت مناسبة الشقاق بينهما هي الحرب الكورية. فقد نظر ميرلوبونتي إلى التدخل الصيني السوفييتي مثلما نظر سارتر لاحقا إلى التدخل الروسي في المجر وتشيكوسلوفاكيا باعتبارهما أمثلة للإمبريالية السوفييتية. كان كلا الرجلين يناهضها لكن بفارق ستة عشر عاما. على الرغم من أن ميرلوبونتي كان رئيس تحرير القسم السياسي بالمجلة، ففي غيابه ومع معرفة رأيه عن الأمر، نشر سارتر مقالا ينتقد التدخل الأمريكي في الصراع الكوري. استقال ميرلوبونتي كرئيس للتحرير واستمر في رفضه للماركسية السوفييتية في كتابه «مغامرات الجدلي» (1955)، الذي احتوى على مقالة نقدية لاذعة عن سياسة سارتر بعنوان «سارتر والبلشفية المتطرفة». استكمالا للقصة، ردت سيمون دي بوفوار في نفس العام تقريبا بمقال يحمل عنوان «ميرلوبونتي والسارترية الزائفة». وهكذا وقع شقاق آخر. عناوين المقالات تدل على ذلك. ومع هذا، فما كان يمكن اعتباره اختصاما عائليا، حيث كان يشار إلى بطانة سارتر غالبا ب «العائلة»، كان في حقيقة الأمر تجسيدا دراميا للحرب الباردة المندلعة على مسرح الأدب الفرنسي. كانت الشخصيات مشكلة للرأي وانتشرت خلافاتهم عبر وسائل الإعلام. من منظور الضمير الاجتماعي، كانت الوجودية قد نضجت، ومتاعبها المتزايدة كانت تتجسد في الروايات والمسرحيات وكذلك الصحف.
موريس ميرلوبونتي (1908-1961)
مثل كامو وسارتر، مات أبوه وهو طفل صغير وربته أمه. كان زميل سيمون دي بوفوار في الدراسة وأصغر من سارتر بعامين في «مدرسة الأساتذة العليا ». كانت دراساته الأولى في علم النفس التجريبي، خصوصا الجشطالي. ظهر عمله الأهم «فينومينولوجيا الإدراك» في عام 1945. التحق بجامعة لوفان في بلجيكا ليدرس مخطوطات إدموند هوسرل غير المنشورة التي أثرت تأثيرا مهما في فكره، مثلما أثرت فيه أعمال هايدجر فيما بعد. أسس مع سارتر ودي بوفوار وآخرين مجلة «الأزمنة الحديثة» الطليعية. ومات فجأة على مكتبه وهو في الثالثة والخمسين من عمره. (6) سيمون دي بوفوار والحركة النسائية الوجودية
عندما نشرت سيمون دي بوفوار عملها الفذ «الجنس الثاني» (1949)، كانت قد حققت بالفعل شهرة واسعة. فقد كتبت عدة مقالات، منها «أخلاقيات الغموض»، وروايتين، ومسرحية، وكانت من بين مؤسسي مجلة «الأزمنة الحديثة». لكن هذا العمل المكون من جزأين كان إنجازها الأهم. وربما يبقى النص الفلسفي الأهم فيما سيسمى لاحقا بالحركة «النسائية».
شكل 5-4: سيمون دي بوفوار، دائما تعمل.
4
سيمون دي بوفوار (1908-1986)
مثل سارتر، ولدت وماتت في باريس. ومثله أيضا التحقت ب «مدرسة الأساتذة العليا» المرموقة التي تخرج فيها معظم مفكري فرنسا البارزين. درست في المدارس الثانوية حول فرنسا لكنها لم تدرس بالجامعة قط. تعتبر واحدة من أشهر نساء عصرها، وكانت أيضا من أكثرهن شعبية. من بين العديد من مسرحياتها ورواياتها ومقالاتها الفلسفية ومذكراتها متعددة الأجزاء، فإن العمل الذي عزز شهرتها العالمية وكان بمنزلة نص مؤسس للحركة النسائية هو كتابها «الجنس الثاني» (1949). مع أنها وسارتر لم يتزوجا قط، فقد بقيا شريكين معظم حياتهما الراشدة.
كان العماد الفلسفي للكتاب هو الفكرة الوجودية القائلة إن الواقع الإنساني موجود «في الموقف» وأن هذا الموقف أساسا غامض وغير ثابت. لكننا رأينا أنها سبقت سارتر في دراستها للبعد الاجتماعي لموقفنا. يطور كتاب «الجنس الثاني» مفهوم «الموقف» عن طريق التشديد على الدور الذي يلعبه نوع الفرد وبناؤه الاجتماعي. وقد كتبت في أشهر جمل الكتاب قائلة: «لا يولد المرء امرأة، بل يصبح كذلك.» في واقع الأمر، الجنس ليس مرادفا للنوع. فالكلمة الأولى حقيقة بيولوجية، في حين أن الكلمة الثانية بناء اجتماعي. وقد خصصت جزءا كبيرا من دراستها للنشأة التاريخية ل «المرأة» والدور الثانوي المخصص للأنثى في المجتمعات «الذكورية» على مدار التاريخ. وسؤالها الأساسي هو «كيف أصبحت المرأة «نوعا آخر» في الجنس البشري؟ كيف أصبح جنسها هو الجنس «الثاني»؟»
अज्ञात पृष्ठ