अस्तित्ववाद: एक बहुत ही संक्षिप्त परिचय
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
لكن ألا ينقلنا هذا - في نهاية المطاف - إلى أسلوب مجرد في الحياة؟ هل يهم ما «يعتنقه» المرء بحرية ما دام يعتنق شيئا من الأساس؟ إذا كان معنى «الصدق» هو اعتناق المرء لاحتماليته بسعادة، ألا يمكن أن يكون المرء صادقا في معاداة السامية أو النازية؟ ترى دي بوفوار أن المتطلب الحقيقي لحرية المرء هو ملاحقتها ما يسمى ب «المستقبل المفتوح» عن طريق السعي إلى تجاوز نفسها من خلال حريات الآخرين. بعبارة أخرى: تتعزز حريتي، ولا تنتقص، عندما أعمل على بسط حريات الآخرين. هذا هو تفسيرها لزعم سارتر - المذكور في
الفصل الثالث - بأن حريتي الملموسة تتطلب أنني، عند الاختيار، يجب أن أختار حريات الآخرين. و«الحرية» بهذا المعنى الملموس تعني السعي إلى «المستقبل المفتوح» للآخرين، أي بلوغ أقصى إمكانياتهم إلى جانب إمكانياتي. بناء على هذا، لن يكون من «الصدق» ترك الآخرين في عبودية أو في حالة قمع، ناهيك عن استعبادهم بنفسك؛ لأن الحرية - كما تشرح دي بوفوار - تعزز نفسها بصدق فقط حين تكون حركة غير محدودة تعمل من خلال حريات الآخرين.
وهكذا، مع أن للصدق الوجودي «محتوى» بالفعل؛ ألا وهو تعزيز حرية المرء والآخرين، فلا يزال من الواجب تحليل معنى هذه الحرية. وقد أصبحت هذه مهمة الوجوديين وهم يواجهون مشكلة الحرية الملموسة والأخلاق الاجتماعية.
الفصل الخامس
فردية مكبوتة؟ الوجودية والفكر الاجتماعي
في التاريخ أيضا، يسبق الوجود الجوهر.
جان بول سارتر
قد يكون من المخزي أن يكون المرء سعيدا بمفرده.
ألبير كامو، «الطاعون»
عندما دخل سارتر قاعة المحاضرات في إحدى ليالي شهر أكتوبر من عام 1945، كان يواجه الاعتقاد الشائع بأن فلسفته حديثة الانتشار هي ببساطة نسخة جديدة من الفردية البرجوازية، وأنها لا تراعي على الإطلاق الصداقة الإنسانية التي هزمت الفاشية لتوها عبر أرجاء القارة. تأكد هذا الشك من خلال السطر قبل الأخير، كثير الاقتباس، «الجحيم هو الآخرون» الوارد في مسرحيته «لا مخرج» التي افتتحت في العام السابق. بدت ثورة إبداع سارتر التي أعقبت تحرير باريس وكأنها تعزز النرجسية المضمرة لخلق الصدق ونقده لخداع الذات، اللذين لم يجابه أي منهما قضايا اجتماعية ملحة. كانت هذه يقينا وجهة نظر كل من نقاده الشيوعيين والكاثوليكيين الذين أجاد الحديث عنهم في هذه المحاضرة، وكلاهما أيد نظريات صريحة - وإن كانت غير متوافقة - عن العدالة الاجتماعية وبرامج تطبيقها. ومع هذا، فما كنا نصفه بأنه منهج وجودي - على الرغم من تشديده على التحول إلى الفردية - كان ينتقد انتقادا رسميا المجتمع البرجوازي بسبب ولعه بالتطابق والرفاهية المادية، وسعيه إلى الأمان وتجنبه المخاطر، وتحفظه اللامحدود. لكن هل يتجسد هذا في نظرية اجتماعية كاملة الأركان، خصوصا لو كانت تعترف بوجود الاستغلال والقمع وتؤيد القضاء عليهما؟ سأجيب عن طريق تحليل الإجابات الخاصة بكل من الفلاسفة البارزين المنتمين إلى هذا المنهج. (1) رأي كيركجارد ونيتشه في الثقافة البرجوازية
अज्ञात पृष्ठ