धार्मिक अस्तित्ववाद: पॉल टिलिच के दर्शन का अध्ययन
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
शैलियों
Tradition - تاريخ الدين والحضارة. ولكن ما هو معيار
norm
الالتجاء إلى هذه المصادر، والأخذ منها؟ المعيار هو التساؤل الوجودي الذي تطرحه طبيعة الحضارة في مرحلتها التاريخية المعينة؛
7
فقد ساد في نهاية الحضارة القديمة القلق الأونطيقي، وفي نهاية العصور الوسطى ساد القلق الأخلاقي؛ أما في العصر الحديث فيسود القلق الروحي؛ وسيادة نمط يحدد المعيار اللاهوتي لا ينفي أن النمطين الآخرين حاضران ومؤثران، كما سبق أن أوضحنا.
8
شهدت نهاية العصور القديمة صراع الإمبراطوريات: غزو الإسكندر للشرق، الحروب بين أتباعه وقادته، غزو روما للشرق والغرب، تحولها لإمبراطورية على يد قيصر، طغيان الأباطرة، انهيار المدينة المستقلة، والدولة القومية ... وتلاشي البقية الباقية من البنى الأرستقراطية-الديمقراطية للمجتمع. ساد الفرد شعور بأن مصيره في يد قوة سياسية أو طبيعية هائجة لا يرتكن إليها، سيطر القلق الأونطيقي، وصار التساؤل الملح عن المصير والموت؛ فكانت الكنيسة القديمة مشغولة بالموت، وصاغت لاهوتا يجعل الإنجيل يهب الإنسان الخلود، لا سيما من خلال المشاركة في ماهية يسوع الحية أبدا.
أما في العصور الوسطى، فقد كان التأثير الحاسم للرسالات السماوية، ليتفاقم القلق الأخلاقي، ويتخذ رمزا هو غضب الرب وبطشه وعقابه الرهيب؛ فكانت مظاهر الحياة الدينية التي طبعت العصر كالحج والاستغفار والولاء للأيقونات ... من أجل نوال الرحمة الإلهية ومغفرة الذنوب؛ فكانت الكنيسة مشغولة بالإجابة عن تساؤل الذنب والإدانة، بالخطيئة وبالإله الغفور الرحيم، وصاغت لاهوتا يجعل الإنجيل يهب الإنسان الخلاص وطريق التوبة والغفران، وتفاقم الأمر حتى انتهى بصياغة صكوك الغفران!
ثم ظهر العصر الحديث بسقوط الحكم الاستبدادي، ونمو الليبرالية والديمقراطية، ثم نشأة الحضارة التقانية. إن ما حدث انتصار للإنسان على القوى الهائجة السياسية والطبيعية معا، فتراجع قلق الموت، ولما كان الانتصار للإنسان لا عليه فقد أكسبه ثقة بنفسه وببلوغه سن الرشد، فتراجع أيضا القلق الأخلاقي، وصار العدم الروحي هو المسيطر. والسؤال الوجودي لعصرنا، والذي يشكل معيارنا لصياغة اللاهوت من مصادره الثلاثة إنما هو عن تأكيد-الذات على الرغم من الخواء واللامعنى.
والإجابة التي نخرج بها من الإنجيل هي أنه يعطينا الأمان ويدرأ عنا العدم الروحي الذي يهددنا حين يمنحنا فرصة المشاركة في القوة اللامتناهية للوجود-ذاته ، الرب، عن طريق الإيمان به. هذه هي إجابة الإنجيل عن سؤالنا المعاصر، «وهي لا تلغي إجابتي المرحلتين السابقتين، ولا تحل محلهما.»
अज्ञात पृष्ठ