فصاح سيف: ماذا تقولين يا خيلاء؟ من ذا يجرؤ أن يقول هذا؟ من ذا يجرؤ أن يمد إليك يدا؟
فقالت في حنق: يكسوم! الطاغية يكسوم. كنت أمة لأبرهة وورثني. ألم أقل إنني مثل الشاة أو الناقة؟ أسيرة صغيرة قتل قومها في الحرب فصارت أمة. أليس هذا هو شرع الناس يا سيف؟ لو لم يكن يكسوم سوى أحد العامة لاستطاع أن يجرني حيث شاء قسرا. ولكنه يكسوم الذي ورثني.
وبلغ بها الحنق أن جف دمعها ولمعت عيناها كأنها لم تكن خيلاء الوديعة.
وأنصت سيف إليها متكئا على سيفه والدهشة تعقل لسانه.
ومضت قائلة: سأذهب إلى نجران حيث لا يستطيع أن يمد يده إلي، هناك يعجز أن يكون سيدي. هكذا أشار علي الناصح المشفق، فذهبت إلى القس وعرضت عليه أن أكون راهبة.
فقال سيف: أي ناصح!
فقالت: الملكة! الملكة التي تعرف حبنا ويذوب قلبها شفقة علينا، ولولاها لكنت اليوم في بيت الطاغية.
فتمسك سيف بها في ضراعة وقال: بل نخرج الليلة من صنعاء.
فقالت خيلاء: لا يخدعك السراب.
وكان صوتها صارما كصوت القضاء. وأطرق سيف كسيفا، وعادت إليه رؤياه في قصر ذي جدن.
अज्ञात पृष्ठ