كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
संस्करण संख्या
الأولى / ١٤٢٢ هـ
प्रकाशन वर्ष
٢٠٠٢ م
शैलियों
.. و"التبيين": مهمة، فرضتها حاجة الناس لفهم ما خوطبوا به، وبُلَّغوه، وإدراك دلالته الصحيحة، ليطبقوه تطبيقًا صحيحًا.
... ومن هنا كانت المخالفة فى العبارة ... "ونزل إليهم" ... حيث عدى الفعل "نزل" بـ (إلى) مضافًا إلى الضمير "هم" ... أى الناس، وعُدِّى الفعل "لتبين" إلى الناس بـ "اللام" أن كانت حاجتهم إلى "التبيين" هى السبب والحكمة من ورائه، وهى توحى بقوة أن رسول الله ﷺ، ليس بحاجة إلى ما احتاج إليه الناس من هذا التبيين، ولعمرى إنه لكذلك...، فقد أوحى إليه بيانه وألهمه، فالتقى فى نفسه "البيان" و"المبين" معًا، وأصبح مؤهلًا لأن يقوم بالوظيفتين: وظيفة البلاغ، ووظيفة التبيين على سواء ...، واختلاف الناس فى فهم القرآن ما بين مصيب ومخطئ واختلافهم فى فهم درجات الإصابة، ودركات الخطأ ... برهان بين على حاجتهم إلى "تبيين" لكتاب ربهم، ينهض به إمام الموقعين عن رب العالمين (١) .
... ويقول الإمام الشافعى: "والبيان اسم جامع لمعان مجتمعة الأصول متشعبة الفروع: فجماع ما أبان الله ﷿ لخلقه فى كتابه، مما تعبدهم به، لما مضى من حكمه جل ثناؤه من وجوه:
١- منها ما أبانه لخلقه نصًا مثل إجمال فرائضه فى أن عليهم صلاة، وزكاة، وحجًا، وصومًا، وأنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونص على الزنا، والخمر، وأكل الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وبين لهم كيف فرض الوضوء، مع غير ذلك مما بين نصًا "إجماليًا".
٢- ومنها ما أحكم فرضه بكتابه، وبين كيف هو على لسان نبيه مثل عدد الصلاة، والزكاة ووقتها، إلى غير ذلك من فرائضه التى أنزلها فى كتابه ﷿.
(١) السنة بيانًا للقرآن للدكتور إبراهيم محمد الخولى ص٤، ٥، ١٣، ٤٧-٦٩.
1 / 190