وكما كان يقول الإمام علي ﵇ لأهل حربه: (إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على الحق، ورأوا أنهم على الحق) (^١).
رابعًا: كيف يأمرنا النبي ﵌ بمجالسة الصالحين، وينهانا عن مجالسة أهل السوء، وقد جالس النبي ﵌ الصحابة المرتدين المنافقين -كما يزعمون! - فمن المخطئ يا ترى؟! وكيف لا يحمي الله نبيه ﵌ من هؤلاء المرتدين -كما يزعمون- في حياته وبعد موته؟!
خامسًا: كيف يأمرنا النبي ﵌ بمصاهرة أهل الدين والخلق الحسن، وينهانا عن تزويج أهل الكبائر والذنوب، ثم يخالف هو بنفسه ﵌ هذا الأمر ويصاهر المرتدين ويصاهرونه كأبي بكر وعمر وعثمان؟! فهل أخطأ النبي ﵌ في مصاهرته لأولئك النفر؟
سادسًا: لماذا يسمي أهل البيت ﵈ أبناءهم بأسماء كبار الصحابة؛ كأبي بكر وعمر وعثمان ويحرصون على ذلك؟ مع أن هذه الأسماء مهجورة في مجالس العزاء في هذا الزمان!
فمن ادعى أنهم كفار ومرتدون فله أن يجيز التسمية بأسماء فرعون وقارون وغيرهم، إذ الأمر مرجعه واحد، والكفر ملة واحدة.
ونحن نعلم جميعًا أنه ليس ثمة دلالة في إظهار الحب لأهل البيت ﵈ إلا النهل من منهلهم المبارك، مع التقيد بعلمهم المبارك.
سابعًا: كيف نجوّز اللعن والسب على من خالف الإمام عليًا ﵇ وقتله؟ وقد أنكر الإمام ﵇ بنفسه على شيعته لسبهم ولعنهم لمعاوية؟ وقال لهم: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين؟! (^٢).
ثامنًا: وفق ما يقرأه المنصف للتاريخ لم يثبت أن الصحابة نشروا فكرة باطلة في زمن
(^١) قرب الإسناد: (ص: ٤٥)، بحار الأنوار: (٣٢/ ٣٢٤).
(^٢) انظر: مستدرك الوسائل: (١٢/ ٣٠٦)، بحار الأنوار: (٣٢/ ٣٩٩)، وقعة صفين: (ص: ١٠٢).