161

What is Commonly Narrated Yet Unsubstantiated in the Prophetic Biography

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

प्रकाशक

دَارُ طَيبة

शैलियों

ما شاع ولم يثبت في غزوة الخندق مشورة سلمان بحفر الخندق: اشتهر في كتب السيرة أن الرسول ﷺ لما سمع بقّدوم الأحزاب لغزو المدينة، شاور أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي ﵁ بقوله: "إِنا كنا بفارس إذا حُوصرنا خندقنا علينا، فأمر النبي ﷺ بحفر الخندق حول المدينة .. " قال الحافظ في (الفتح): "وكان الذي أشار بذلك سلمان، فيما ذكر أصحاب المغازي، منهم أبو معشر، قال: قال سلمان .. (١) ". فذكره، ولم يسق له إسنادًا. وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن السندى (ت١٧١هـ) روى له الأربعة، وضعّفه الجمهور، وكان الإمام أحمد يرضاه ويقول: كان بصيرأً بالمغازي (٢). وليست العلة في ضعف أبى معشر فحسب؛ بل كون الخبر مرسلًا، حيث ساقه دون إسناد. ولم يشرْ ابن إسحاق إلى مشورة سلمان الفارسي ﵁ وإنما قال: "فلما سمع بهم (أي الأحزاب) رسول الله ﷺ، وما أجمعو له من الأمر ضرب الخندق على المدينة، فعمل فيه رسول الله ﷺ ترغيبًا للمسلمين في الأجر ... (٣) ". وإنما ذكره ابن هشام بدون إسناد حيث قال: "يقال إنّ سلمان الفارسي أشار به على رسول الله ﷺ (٤) ".

(١) فتح الباري (٧/ ٣٩٣). (٢) سير أعلام النبلاء (٧/ ٤٣٧)، التهذيب (١٠/ ٤٢٠). (٣) الروض الأنف (٦/ ٢٦٢). (٤) الروض الأنف (٦/ ٢٧٢).

1 / 162