نفذ تيم طلبه فورا، وساعد ييتس في ارتداء المعطف.
فقال له ييتس: «فتى مطيع! من الواضح أنك كنت حمالا في فندق.»
فابتسم تيم.
قال له ييتس متأملا: «أظن أنك لو نظرت أسفل الفراش الأيمن يا تيم، لوجدت جرة. إنها ملك البروفيسور، مع أنه أخفاها تحت فراشي ليبعد الشك عن نفسه. أخرجها من هناك وأحضرها إلى هنا. إنها ليست ممتلئة كما كانت، لكنها تحوي قدرا كافيا ليشرب منها الجميع، إذا لم يأخذ البروفيسور أكثر من نصيبه.»
لعق الجنود البواسل شفاههم ترقبا للجرة، وبدا رينمارك مشدوها لرؤيتها حين أحضرها تيم. قال ييتس: «أنت أولا، يا بروفيسور»؛ وقدم له تيم الجرة ببراءة. هز الرجل العلامة رأسه رافضا. فضحك ييتس وأخذها.
ثم قال: «حسنا، في صحتكم أيها الفتيان. وأرجو أن تعودوا كلكم سالمين إلى نيويورك كما سأعود.» مرت الجرة على طول صف الجنود، حتى أنهى تيم آخر ما تبقى من محتواها.
صاح ييتس متأبطا ذراع رينمارك: «إذن، والآن إلى معسكر الجيش الفينياني.» وبدءوا مسيرتهم عبر الغابة. ثم أضاف قائلا لصديقه: «يا إلهي! هذا قدر هائل للغاية من الراحة والهدوء، أليس كذلك يا ستيلي؟»
الفصل السادس عشر
شعر الفينيانيون بأنهم مضطرون إلى الظهور بأفضل صورة ممكنة أمام أسيريهما؛ لذا حاولوا في البداية أن يلتزموا بشيء أشبه بالنظام الإيقاعي العسكري في مسيرتهم عبر الغابة. ولكن سرعان ما اكتشفوا صعوبة ذلك. فلم تكن الغابات الكندية تشذب وتنمق باستمرار كالحدائق الإنجليزية. كان تيم يتقدمهم حاملا المشكاة، لكنه تعثر ثلاث مرات فوق عائق ما، وكان يختفي فجأة عن الأنظار متفوها بألفاظ نابية. وكللت محاولته الأخيرة في هذه السلسلة من المحاولات بإنجاز هائل. فقد سقط على المشكاة محطما إياها. وحين باءت كل جهود إصلاحها بالفشل، سار الجمع بعشوائية على طريقة كل يمشي حسب هواه، ووجدوا أنهم بدون الضوء أبلوا بلاء أحسن مما أبلوا في وجوده. وفي الحقيقة، ومع أن الوقت لم يكن قد بلغ الساعة الرابعة بعد، كان أول شعاع للفجر قد تسلل من خلال أوراق الأشجار بالفعل، وصارت الغابة أقل عتمة بقدر ملحوظ.
قال القائد: «لا بد أننا نقترب من المعسكر.»
अज्ञात पृष्ठ