الجواب واثبته مع نسخة الرسالة و عرضته على الثاني فاذا رضيه سألته التوقيع عليه فائه ربما انكر بعض الملوك ما يقوله واذا اتصل بالملك منك ما لم يكن منك فسله أن يحضر المبلغ له فان الملك يستبين له تغير الكاذب فان بهتك فقل له اين كان ومتى وكيف ومن حضره وطالبه بسرعة الجواب فانه يفتضح اذا ذكر لك الملك خطأ كان منه فاجل فكرك في الاعتذار له منه واحذر ان تعنفه به او تجتمع معه على ذمة فان الملوك تأنف من ذلك ولا تقنط من تقريب الملوك لنوى الرذايل فان ذلك انما يكون لضرورة اليه كما تضطره كثره الدم الى الحجام وفيض الكنيف الى الكساح ثم ينبد من قربه منهم بعد حاجته حتى يرجع الى محله وصاحب الفضيلة تقريبه مستقر واذا جدد لك الملك مرتبة فلا تتصاغر عنها ولكن اقبل فضله واشكر نعمته شكر من يجد في نفسه القيام بما اسند اليه ولا تنزل في خدمة الملوك منزلة يحتاج فيها الى تكلف او اعمال حيلة او استعانة فان ذلك لا يستمر واذا ثقل على الملك الوعظ ولم ينقد للناصح واكذب المخبر بالممكن وآاثر التفويض واحتقر المجد من الأعداء فاطلب الخلاص منه
ولنختم هذا القول بوصية
ينتفع بها في صحبة الملوك وغيرهم قدم حق الله تعالى على حق المخلوق وتحرز من غرور المتشبه وتدليس المتصنع
पृष्ठ 91