Wasa'il al-Wusul ila Shama'il al-Rasul

Yusuf al-Nabhani d. 1350 AH
139

Wasa'il al-Wusul ila Shama'il al-Rasul

وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

प्रकाशक

دار المنهاج

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٥ هـ

प्रकाशक स्थान

جدة

शैलियों

أبكي رحمة له ممّا أرى به وأمسح بيدي على بطنه ممّا به من الجوع، وأقول: نفسي لك الفداء؛ لو تبلّغت من الدّنيا بما يقوتك؟ فيقول: «يا عائشة؛ ما لي وللدّنيا؟! إخواني من أولي العزم من الرّسل صبروا على ما هو أشدّ من هذا، فمضوا على حالهم، فقدموا على ربّهم، فأكرم مابهم، وأجزل ثوابهم، فأجدني أستحيي إن ترفّهت في معيشتي أن يقصّر بي غدا دونهم، وما من شيء هو أحبّ إليّ من اللّحوق بإخواني وأخلّائي» . قالت: فما أقام بعد شهرا حتى توفّي صلوات الله وسلامه عليه. ثمّ قال رحمه الله تعالى بعد ثلاث ورقات: كان داود ﵊ يلبس الصّوف، ويفترش الشّعر، ويأكل خبز الشّعير بالملح والرّماد، ويمزج شرابه بالدّموع. وقيل لعيسى ﵊: لو اتّخذت حمارا؟ فقال: أنا أكرم على الله من أن يشغلني بحمار. وكان يلبس الشّعر ويأكل الشّجر؛ ولم يكن له بيت، أينما أدركه النّوم.. نام. وكان أحبّ الأسامي إليه أن يقال له: (يا مسكين) . وقيل: إنّ موسى [﵊] لمّا ورد ماء مدين كانت ترى خضرة البقل في بطنه من الهزال. وقال ﷺ: «لقد كان الأنبياء قبلي يبتلى أحدهم بالفقر والقمل، وكان ذلك أحبّ إليهم من العطاء إليكم» .

1 / 156