विरासती ममालिक़ मान्सिय्या: धर्म जो पश्चिमी एशिया में पतनोन्मुख हैं
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
शैलियों
كان وزير من الكلاشا الذين اعتنقوا الإسلام؛ مما يعني أنه يمكن أن يعطيني نظرة ثاقبة عن التحديات التي واجهت الطائفة أثناء محاولتها التمسك بأعضائها القلائل المتبقين. أخبرني وزير أنه كان الفتى الوحيد من قبيلة الكلاشا في فصله في المدرسة الثانوية. وقال لي : «سأل المعلم إذا كان يوجد أي تلاميذ من الكلاشا، فرفعت يدي. كنت التلميذ الوحيد . وكنت أتعرض لكثير من السخرية.» وعندما كانوا يسألونه حول معتقداته، لم يكن لديه إجابات ليعطيها لهم. وكما أخبرني: «إذا سألت أهل الكلاشا: لماذا نفعل هذا الشيء؟ أو لماذا نتبع هذا التقليد؟ سيقولون فقط: «هكذا فعل أجدادنا.» لكنهم لا يعرفون المغزى من وراء ذلك.» وبصفته صبيا مفكرا، وبسبب عدم وجود أي إجابة لديه يقدمها للأولاد والمدرسين الآخرين عندما كانوا يتحدونه؛ وافق في النهاية على أن يصبح مسلما، وهي خطوة لا تتطلب سوى قول جملة واحدة («أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله») وهو أمر لا رجوع فيه فعليا. وإذا لم يستمر وزير بعد اعتناق الإسلام في ممارسة شعائره، فإنه سيعرض طائفته كلها للخطر. فمع أن هجر الإسلام عمليا ليس مخالفا للقانون في باكستان، فإنه في استطلاع رأي أجري عام 2010، قال ستة وسبعون بالمائة من الباكستانيين إنه يستحق عقوبة الإعدام. وحتى مجرد إشاعة أن شخصا ما قد ترك الإسلام يمكن أن تثير عنف الغوغاء.
وبسبب هذا النوع من المعاناة، اختار العديد من عائلات الكلاشا عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة على الإطلاق. لكن أنصار الطائفة من اليونانيين بنوا مدارس ابتدائية في الوديان الثلاثة، بالإضافة إلى مدرسة ثانوية في بومبوريت متاحة للكلاشا وللمسلمين. وفي هذه المدارس، كان على الأقل بعض المدرسين من الكلاشا، وكان بإمكان الفتيات ارتداء ملابسهن التقليدية. وبدأت الطائفة أيضا في الاحتفال بتراثها الخاص؛ ففي «جيستاك هان» في بيرير، كنت قد رأيت رجالا من الكلاشا يحملون جهاز تسجيل كبيرا قديم الطراز بينما سجل آخرون مقاطع فيديو للرقص على هواتفهم المحمولة. وبدأ متحف في بومبوريت في تجميع التراث الشفاهي للطائفة. وربما بسبب هذا الاعتزاز المتجدد بهويتهم، لم يعد الكلاشا المتعلمون (كما أخبرني وزير) يعتنقون الإسلام. ومع ذلك، ظل صحيحا أن عددا قليلا جدا من الكلاشا لديهم الكثير ليقولوه عن معتقداتهم، على عكس معظم الفرق الإسلامية، حيث غالبا ما يكون للإسلام مدافع مفوه واحد على الأقل. وبالمناسبة صادف روبرتسون مشكلة وزير نفسها حيث كتب: «إذا طلب الغريب الحائر شرح الممارسات والأعراف ، فسيكون الرد دائما ... هذه هي عادتنا.»
تاريخيا، شجعت عوامل أخرى أيضا الكلاشا على اعتناق الإسلام؛ وهي عوامل تظهر مرارا وتكرارا في تاريخ الأديان. كان لدى الكلاشا، مثل غيرهم من الكفار، عبيد يطلق عليهم اسم «البيراس»، وكان الكلاشا يشترونهم ويبيعونهم وكانوا يمنعون من الزواج من الكلاشا الأعلى مقاما. ولا غرابة في أن هؤلاء التعساء كانوا أول من اعتنقوا الإسلام، كما لاحظ شومبيرج عندما زار رامبور في ثلاثينيات القرن الماضي (بعد أربعين عاما فقط من تطبيق اعتناق الإسلام قسرا في كافرستان). رأى شومبيرج فرقا كبيرا بين قبور «البيراس» قبل اعتناق الإسلام، التي قارنها بكومة من صناديق التعبئة، وقبورهم بعد الإسلام، مما كشف عن قفزة في المكانة واحترام الذات. (وبالمثل، كان فيما مضى بعض المسيحيين الباكستانيين البالغ عددهم ثلاثة ملايين تقريبا من الطبقات الدنيا من الهندوس. وبدا في إيران أيضا أن الطبقة الكهنوتية للزرادشتيين كانت هي التي تمسكت بدينها أطول مدة.)
ويمكن أن يوفر اعتناق الإسلام المال للأسرة أيضا. فخلال كل عيد، يتعين على الأسر في قبيلة الكلاشا أن تقدم ثلاث عنزات أو أربعا للتضحية. ويمكن أن تكون الجنازات باهظة الثمن بدرجة تعجيزية؛ فهي تدوم ثلاثة أيام، ويمكن أن تشمل التضحية بأكثر من ثمانين عنزة وأربع بقرات. أما الإسلام فهو يتضمن نفقات شخصية أقل بكثير. وملابس نساء الكلاشا هي تكلفة أخرى لم يعد يجب على معتنقي الإسلام أن يأخذوها في الحسبان، حيث تميل النساء المسلمات إلى ارتداء أقمشة بسيطة وأرخص ثمنا. ويمكن أن يتيح تغيير الدين أيضا فرصا جديدة، خاصة للنساء اللواتي، كما قال لي وزير، يشكلن غالبية من يغيرون دينهم مؤخرا. فاجأني ذلك لأنه كان يعني التخلي عن حرياتهن. لكنني علمت أن بعض النساء قد وقعن في حب مسئولين أو رجال شرطة قادمين من شيترال، وأن الزواج من أحد هؤلاء الرجال يعني لهن حياة أكثر راحة.
على النقيض من ذلك، في حالة وزير، لم يكن لتغيير الدين فائدة تذكر. في الواقع، لقد أدى ذلك إلى تعقيد حياته بشكل كبير؛ لأنه كان المسلم الوحيد في قريته وكان يواجه صعوبة في العثور على زوجة. تساءلت عما إذا كان قد ندم على اختياره. تحدث عن فضائل الكلاشا بحزن شديد. وقال: إن الناس يثقون بعضهم في بعض. ويمكن ترك الماعز دون حراسة لأنه لن يسرقها أحد. وكان يعاقب على السرقة بأقسى عقوبة فرضها الكلاشا، وهي طرد الجاني من الطائفة. ولم تكن توجد عقوبة لممارسة الجنس قبل الزواج، وإذا أرادت المرأة أن تترك زوجها وتتزوج شخصا آخر، فلا يحق لزوجها منع ذلك (رغم أنه كان له الحق في أن يتقاضى ضعف المهر الأصلي للعروس). أما في الإسلام فتواجه الزوجات صعوبة أكبر في طلب الطلاق. وأضاف وزير: «عندما أزور أحد بيوت الكلاشا، يمكنني الجلوس مع جميع أفراد الأسرة في غرفهم. لكن عندما أزور صديقا مسلما، يجب أن أجلس في غرفة منفصلة»؛ لأنه في المنازل الإسلامية الصارمة، لا ينبغي أن يرى المرأة رجال غير أقاربها.
في تسعينيات القرن التاسع عشر، لاحظ روبرتسون السلوك المتهاون الذي ساد بين الكفار وصدم مما أسماه ب «العلاقات الغرامية». ووجد أنهم يعتبرون الزنى، في معظم الأحيان، مسألة مرح عام. فعندما كان يمسك برجل وامرأة متزوجة وهما يمارسان الجنس، تأتي القبيلة لمشاهدة الأمر وتضحك؛ ولا يجد الرجل الذي قام بهذه الواقعة ذلك ممتعا، حيث كان عليه أن يدفع للزوج الذي خانته زوجته معه غرامة كبيرة (ولم يكن على المرأة دفع غرامة). وزينت المقاعد «النورستانية» الخشبية، التي يمكن التعرف عليها من خلال الأنماط الدائرية المنحوتة على ظهورها والحلي ذات القرون الطويلة التي تبرز منها، صالونات المثقفين والمغتربين في كابول؛ ويعرف قلة من مالكيها أن الدوائر كانت تمثل في الأصل فروج النساء، وأن الحلي الناتئة كانت يوما ما أزواجا يمارسون الجماع، وأن الكراسي (التي يستخدمها الرجال فقط) كانت رموزا للخصوبة. على النقيض، يتمتع أهل الكلاشا بسلوكيات أكثر تحفظا من الكفار، لكنهم - كما أشار وزير - أكثر ليبرالية من المسلمين في نواح معينة.
تقع قرية النورستانيين هذه على قمة وادي رامبور التابع لقبيلة الكلاشا. وقد أسسها لاجئون هربوا من الإكراه على تغيير الدين الذي تعرض له سكان المنطقة التي تسمى الآن نورستان. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
بينما كنت أنا ووزير نتسلق جانب الجبل في طريقنا إلى الحدود مع نورستان، التقينا مجموعة من أصدقائه المسلمين. قال وزير وهو يقدمني لهم: «إليك مزيجا من الجميع هنا: شيترالي، وكلاشا اعتنق الإسلام مثلي، وجوجار، ونورستاني.» كان الرجل قبل الأخير الذي ذكره من مجموعة بدوية ذات بشرة داكنة بشكل خاص، وكان الرجل الأخير لديه شعر بني وبشرة فاتحة بشكل ملحوظ. وكان رجل الكلاشا الذي اعتنق الإسلام يحمل بصلابة صندوقا كبيرا كان قد ربطه حول كتفيه، وكان يخطط لتسليمه إلى متجر في القرية النورستانية. وبينما كنا نسير، انفتح الصندوق وسقطت منه ستة أكياس من الخبز الحلو. قدم كل منا له يد المساعدة بحمل كيس. كثيرا ما كنت أتخيل زيارة إحدى قرى النورستانيين، لكنني لم أتخيل أبدا أنني سأسلمهم إمدادهم اليومي من البريوش في برية تكتسحها الثلوج بالقرب من حدود أفغانستان. كما أنني لم أتوقع أنهم يلعبون الجولف - «الجولف النورستاني»، كما أسماه وزير. كانت مجموعة من الشباب النورستاني تقف على حافة المجرى الذي احتفره نهر الكلاشا - الذي يبدو هنا أشبه ما يكون بالجدول - في الوادي الضيق، ويضرب أفرادها كرات خشبية عبره بقطع طويلة من الخشب على شكل عصي الهوكي بينما كان أطفال صغار يركضون لاستعادتها. وكان الفائز ببساطة هو الشخص الذي يضرب الكرات إلى أبعد مسافة. كان وزير لاعبا محترفا.
كانت القرية ذاتها تتألف من مبنى واحد مصنوع من الخشب، مثل المبنى الذي كنت قد رأيته في بيرير. وكان لكل عائلة غرفة، وكانت الغرف متصلا بعضها ببعض بشرفات وسلالم خشبية خارجية. وبمجرد دخولي، وجدت أن الممرات تفوح منها رائحة البول. وكان هناك رجل مسن يرقد على سرير، يبدو ضعيفا ويسعل، وكان الموقد في وسط الغرفة، واصطفت الأسرة الأخرى بجانب الحوائط، وعرضت مجموعة من الأواني المعدنية اللامعة على مجموعة من الرفوف. (ذكر روبرتسون أن عرض الأواني الفضية يرمز للمكانة بين الكفار.) أعدت زوجة الرجل المسن الشاي لي ولوزير بينما جلس صبيان صغيران، من الواضح أنهما كانا حفيديها، يحدقان في كل ما أفعله. طلب أحدهما الحصول على واحد من أكاليل الكلاشا الخاصة بي. أعطيته إياه، وبعد ذلك لم يتركني الآخر وشأني، وأخذ يجذب أحد أكاليلي المتبقية على أمل أن أتركه يأخذها. طلبت التقاط صورة لفتاة صغيرة كانت تراقبنا من الخارج، لكن يبدو أن الطلب أثار استياء الجدة؛ فقد كان التقاط صور للأولاد مسموحا به، ولكن ليس للفتيات. ومع ذلك، لم تكن الأسرة صارمة مثل البعض، فقد سمحوا لنا بدخول غرفتهم. كانت الغرف بحكم الضرورة مشتركة بين النساء والرجال؛ لذلك ما كان بعض المسلمين سيسمحون لنا بالدخول. عندما نهضت للذهاب، تحركت كومة من أغطية الأسرة على جانب الغرفة، وتحدثت امرأة من تحتها.
بعد تناول الشاي، نزلنا أنا ووزير إلى الطابق الأسفل، وطرق باب منزل آخر لإلقاء التحية. عند الإشارة إلى وجود أجنبي في الخارج، أخرجت فتاتان صغيرتان وجهيهما من الباب ثانية واحدة فقط ثم اختفتا ولم يكن من الممكن إقناعهما بالخروج مرة أخرى. ومع ذلك، كان رجال القرية سعداء جدا بالتقاط صور لهم، ويلفتون انتباهي إلى ملامحهم المميزة وشعرهم الفاتح، ويومئون بفخر إلى مسجد قريتهم، المبنى الوحيد لديهم القائم بذاته إلى جانب منزل قريتهم. •••
अज्ञात पृष्ठ