विरासती ममालिक़ मान्सिय्या: धर्म जो पश्चिमी एशिया में पतनोन्मुख हैं
ورثة الممالك المنسية: ديانات آفلة في الشرق الأوسط
शैलियों
كان منزل العمدة القديم ذو الجدران البيضاء يطل على فناء صغير غير مرصوف يبعد قليلا عن الشارع الرئيسي. وكانت كنيسة الأب يوأنس بجوار المنزل، حيث جلست على مقعد في الجزء الخلفي من صحن الكنيسة بينما كان الأب يوأنس يتحدث إلى الأطفال المسيحيين المحليين. جلسوا منتبهين، والفتيات مفصولات عن الفتيان، عندما كان يخبرهم عن الرهبان في واحد من أقدم الأديرة في مصر، الذين كانوا مقدسين للغاية لدرجة أنهم كانوا يستطيعون الطيران. وكان يوجه الأطفال بشأن كيفية التصرف في الكنيسة. فقال: «ينبغي أن تعلموا أن هذا مكان مقدس. فعندما تأتون إلى هنا، تراقبكم الملائكة. لذا تصرفوا باحترام!»
لم يسبق أن شهدت القرية عنفا طائفيا، واتضح لي أحد الأسباب وراء ذلك عندما اصطحبني الأب يوأنس لرؤية صديقه الشيخ حسن، الذي كان يعمل مأذونا - وهو منصب ذو سلطة دينية واجتماعية. أوقف الكاهن سيارته المتهالكة في ممر منزل كبير حسن التجهيز بجوار سيارة سيدان باهظة الثمن. خرجت زوجة المالك وحيت الكاهن بحرارة، ثم أدخلتنا إلى حجرة صغيرة تشبه الصوبة الزجاجية. كان المأذون شخصية تتمتع بنفوذ في القرية: واحتراما له، أطلق عليه لقب شيخ. وعلى عكس العمدة، كان موجودا بكثرة في الحياة اليومية للقرية. وكان يحب الأب يوأنس وقد ساعده بطرق مختلفة، كان آخرها حماية الكنيسة من عصابة من المجرمين الذين كانوا قد أتوا لينهبوها، مستغلين انهيار القانون والنظام الذي أعقب سقوط حكومة مبارك.
وكانت العلاقة الطيبة بين الكاهن المسيحي والمسئول المسلم بالغة الأهمية للحفاظ على السلام في القرية. ومع تفشي الفقر في الطبقات المسيحية العليا بسبب الإصلاح الزراعي الذي فرضه عبد الناصر، ثم رحيلهم إلى المدن؛ كانت الكنيسة القبطية هي المؤسسة الوحيدة التي يمكنها التوسط نيابة عن مجتمعهم الطائفي في بلد فيه للقوة والسلطة شأن أكبر من الحقوق القانونية والعدالة. وبالنظر إلى روح دعابة الأب يوأنس، وبساطة حياته، وتواصله مع شعبه؛ وجدت أنه من السهل فهم سبب ثقة الناس به. لكن كلما استثمر الناس في المؤسسات الدينية لتمثيلهم، قل استثمار وقتهم وأموالهم في المؤسسات الأخرى - الأحزاب السياسية، أو النقابات العمالية، أو الهيئات الاجتماعية العلمانية - المشتركة بين الناس من مختلف الأديان. وفي الوقت ذاته، فضلت الشرطة عدم التدخل في النزاعات، حتى العنيفة منها، إذا كان ذلك سيفقدها شعبيتها. لذلك إذا تمكن الزعماء الدينيون من التوسط لتحقيق السلام بين المسلمين والمسيحيين؛ يمكن تجنب الفتنة الدينية. خلاف ذلك، لم تكن المجتمعات المحلية تملك تقريبا ما من شأنه أن يحول دون تصاعد الأحداث إلى إراقة للدماء.
لاحقا قال جورج عندما انطلقنا مرة أخرى في سيارة الأب يوأنس الصغيرة: «نحن في الصعيد تهتاج مشاعرنا بسرعة. فالناس يمكن أن يتحولوا من الود إلى العنف خلال دقيقة. ولا يتطلب الأمر سوى شيء صغير لإحداث الفرق.» أعطى الأب يوأنس مثالا لحادثة وقعت في قرية مجاورة قبل عام أو نحو ذلك. حيث زوج مسيحيان محليان ابنتهما لرجل قبطي مناسب، لكن دون علمهما وقعت في حب رجل مسلم وكانت على علاقة به. وتعاطى كلاهما المخدرات. وأثناء عدم وجود الوالدين، كانت الابنة تستخدم منزلهما للقاء عشيقها. وفي إحدى الأمسيات، عاد الوالدان على غير المتوقع ووجدا ابنتهما في السرير مع حبيبها، وكانا في حالة ذهول. لم تتردد الأم، وخنقتهما .
وأمضت تلك الليلة في المطبخ، وهي تقطع جثة القتيل وتضعها في كيس بلاستيكي. وطلبت من زوجها التخلص منه في مكان ما في الصحراء. فاختار موقعا سيئا، حيث ألقى به في منطقة تبين أنها موقع أثري. ولوحظت أضواء سيارته وجاء الحراس للتحقق من الأمر. وهرب، ولكن عثر على الحقيبة واكتشفت محتوياتها المروعة.
عرف الوالدان المذنبان أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يتم التعرف عليهما. فقد كانت أسرة القتيل تبحث عنه، وابنتهما كانت مختفية؛ وسرعان ما سيفهم الناس ما قد حدث. فهربا. وانتقمت عائلة القتيل بالطريقة القديمة. فقتل سبعة أشخاص من العائلة المذنبة قبل اعتبار مسألة الثأر قد سويت. قال الكاهن إنه حينها عاد الزوجان المذنبان. «وأثناء تشييع جثمان واحد من الأشخاص الذين قتلوا، جاءت والدة الرجل المسلم المقتول. وقالت للزوجين: «لو كنتما خبرتمونا بما فعلتما، لشكرناكما على قتله. كنا سنقتله بأنفسنا لو علمنا بما حدث.» ولكن كان لا بد من الثأر من إهانة ترك جثته دون دفن.»
بين الحب والموت علاقة طويلة الأمد في مصر. فبالقرب من المنيا رأيت مقبرة إيزادورا، ابنة كاهن وثني كان يعيش تحت حكم البطالمة، وماتت عندما سبحت عبر النيل لتقابل سرا بالليل عشيقها الذي كان والدها قد منعها من رؤيته. أصبحت المقبرة مزارا للعشاق الشباب. لكنهم يواجهون اليوم عقبات أكبر؛ فعلاقات الحب بين المسيحيين والمسلمين هي من الأسباب الشائعة للعنف بين الجماعتين. وفي كثير من الأحيان لا يملك المصريون حرية اختيار من يتزوجون، ووفقا للإسلام والقانون المصري، فإن الزواج ليس علاقة تتسم بالمساواة. فلا يسمح الإسلام للرجل المسيحي بالزواج من مسلمة، وفي القانون المصري، يعتنق أطفال الزوجين ديانة أبيهم وليس ديانة أمهم. لذا فإن النساء المسيحيات اللائي يتزوجن من رجال مسلمين لن يكون بمقدورهن تربية أطفالهن باعتبارهم مسيحيين. ومعظم اللائي يتزوجن مسلمين تنبذهن عائلاتهن؛ وتعتنق كثيرات الإسلام. قدر أسقف قبطي في عام 2007 أن هناك ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف قبطي يعتنقون الإسلام سنويا، وعلق الكهنة الأقباط بشكل منفصل بأن الغالبية العظمى من هؤلاء المعتنقين الجدد من الفتيات دون سن الخامسة والعشرين. والخوف من فقدان بناتهم أمام الخاطبين المسلمين سبب آخر للأقباط لبناء شبكات اجتماعية لا تتخطى حاجز التقسيم الديني.
اعتنق آخرون الإسلام بسبب رفض الكنيسة القبطية شبه التام للطلاق؛ حيث شدد البابا شنودة القواعد حتى أصبح الزنى الأساس الوحيد لإنهاء الزواج. وعلى الأقباط الذين يريدون ترك أزواجهن أو زوجاتهم لأي سبب آخر أن يتركوا الكنيسة أولا. لذا ينضم البعض إلى طائفة مسيحية أخرى، ويعتنق آخرون الإسلام. ويحاول بعض المنتمين إلى هذه المجموعة الأخيرة بعد ذلك العودة إلى الكنيسة القبطية، لكنهم بفعل ذلك يخاطرون بإشعال فتيل الصراع؛ لأنه لا بد، وفقا للشريعة الإسلامية، من قتل المرتد عن الإسلام. في مثل هذه النزاعات، يصبح الدين وسيلة للأزواج أو الزوجات لحشد مجتمع أوسع نطاقا إلى جانبهم. على سبيل المثال، وقعت عبير فخري، وهي قبطية تعيش في المنيا، في حب رجل مسلم وتركت زوجها من أجله في عام 2011. تعقبتها عائلتها واحتجزتها الكنيسة القبطية التي حاولت إقناعها بالعودة إلى زوجها. ولكن ترددت شائعات بأنها قد اعتنقت الإسلام بالفعل (وهي شائعة أكدتها هي شخصيا لاحقا)، ومن ثم أثار احتجازها أعمال شغب وإحراقا للكنائس على يد إسلاميين أصوليين وتبادلا لإطلاق النار تسبب في مقتل اثني عشر شخصا. وفي أطفيح، إحدى ضواحي القاهرة الكبرى، أشعلت علاقة حب بين رجل قبطي وفتاة مسلمة أعمال شغب أحرقت فيها أيضا كنيسة.
لا يزال الكهنة الأقباط شخصيات بارزة في مجتمعاتهم. وبموجب قانون كنيستهم، يجب عليهم جميعا أن يتزوجوا. بعض الأطفال هنا من عائلات الكهنة. صورة مأخوذة بواسطة المؤلف.
قد تؤدي عوامل خارجية أيضا إلى نشوب الصراع. فقبل بضعة أشهر، قال الأب يوأنس إن محطة تلفزيونية يديرها من قبرص قس قبطي يدعى زكريا بطرس اشتهرت بهجومها على الإسلام. وفي ذروة أفعالها الشائنة في مصر، واجه الكهنة الأقباط عداء غير عادي من المسلمين المحليين. على سبيل المثال، بصقت مجموعة من النساء المسلمات على يوأنس. وقال: «الناس الذين يبثون كراهية الإسلام، ويسبون القرآن، ويحرقون المصاحف، كل هذا له عواقب وخيمة ومريرة للغاية علينا.» •••
अज्ञात पृष्ठ